الماضي لـ"أخبار الأردن": إقالة غالانت تعكس تصدعات في أروقة حكومة نتنياهو

خاص

قال أستاذ علم الاجتماع السياسيّ الدكتور بدر الماضي إن إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت في هذا التوقيت الحساس تأتي كخطوة مفاجئة وصادمة للمراقبين، وتعكس اضطرابًا في أروقة حكومة نتنياهو، حيث تكشف الإقالة عمق الخلافات بين نتنياهو وغالانت، لا سيما بشأن استراتيجيات الحرب ومسارات ما بعد الصراع.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن غالانت يُعد صوتًا معتدلًا داخل الائتلاف اليميني المتشدد، إذ يعارض بشدة بقاء الجيش الإسرائيلي كقوة احتلال دائمة في غزة، ويدعو إلى تحديد أهداف واضحة، وسقف زمني للحرب في لبنان، مع التركيز على مصالح إسرائيل الأمنية بعيدًا عن التورط في مواجهات إقليمية غير محسوبة.

وبيّن الماضي أن نتنياهو، من جانبه، يبدو وكأنه بات أكثر إحكامًا على زمام الأمور داخل حكومته، خصوصًا بعد انضمام جدعون ساعر إلى الائتلاف، وهو ما أتاح له تعزيز قبضته على السلطة، وبالتالي ارتفاع سقف المغامرة في صنع القرار.

وذكر أن هذا التحالف الجديد زاد من شعور نتنياهو ونخبته بالنصر وامتلاك اليد العليا، ما دفعهم إلى تجاهل الأصوات المعتدلة وحتى تحذيرات المحللين الاستراتيجيين التي تدعو إلى التروي وأخذ الأبعاد الإقليمية والدولية بعين الاعتبار.

على جانب آخر، يرى مراقبون أن إقالة غالانت قد أتاحت لنتنياهو التخلص من شخصية مقربة من الإدارة الأميركية؛ إذ حظي غالانت بعلاقات وطيدة مع إدارة بايدن، التي سعت إلى التعامل معه مباشرة بعيدًا عن قنوات نتنياهو، وبهذا القرار، يبعث نتنياهو برسالة واضحة للإدارة الديمقراطية الأميركية المحتملة، ممثلةً بكامالا هاريس في حال فوزها، مفادها أنه غير مستعد للتنازل أو الانصياع لضغوط واشنطن في صياغة قرارات حكومته، وفقًا لما صرّح به الماضي لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وكما أشار الماضي، فإنه يُنظر إلى غالانت بين أوساط اليمين المتطرف الإسرائيلي على أنه وزير متحفظ على التصعيد الكامل ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، ما جعله عرضةً لإقصاء حتمي في ظل سيطرة تيارات تتبنى أفكارًا متطرفة لا تعرف إلا لغة القوة وخلق التوتر، وهكذا، يبدو أن إسرائيل تمضي بخطى ثابتة نحو تحالف يميني لا يراعي حسابات التوازن والتهدئة، وإنما يسعى إلى فرض أجندة هيمنة تعمق الشكوك وتغذي أجواء الرعب في الشرق الأوسط بأسره، فيما ينعكس ذلك على الأوضاع الإقليمية بمزيد من عدم الاستقرار وتفاقم التوترات الحدودية.