الحوارات لـ"أخبار الأردن": إطاحة نتنياهو بغالانت تتويج نهائي لعلاقة مضطربة

 

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تعليقه على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت إنها تُعدّ تتويجًا نهائيًا لعلاقة مضطربة بين الرجلين، وذروة لسلسلة من التوترات المتصاعدة بين نتنياهو وغالانت منذ إقرار التعديلات الدستورية المثيرة للجدل، حيث تجرأ غالانت على معارضة سياسات نتنياهو علنًا.

وأشار في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إلى أن قرار إقالته كان قيد التنفيذ منذ ذلك الحين، إلا أنه أُجِّل لاحقًا، وقد اتخذ نتنياهو خطوات تدريجية لتقليص نفوذ غالانت، بما في ذلك تقسيم مسؤولياته الوزارية وتقليص صلاحياته من خلال تعيين بتسلئيل سموتريتش وزيرًا للأمن، ما ساهم في إحكام قبضته على الملفات الأمنية.

ونوّه الحوارات إلى أن هناك تحفظات مستمرة لنتنياهو على زيارات غالانت للولايات المتحدة، إذ يُنظر إلى غالانت كخيار بديل سياسي محتمل من قبل واشنطن، الأمر الذي قد يهدد مكانة نتنياهو على الساحة السياسية، وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ حثيثة لنتنياهو لتثبيت حكومته في وجه التقلبات الداخلية؛ فقد قام مؤخرًا بتجنيد 3 آلاف عنصر من المتطرفين اليمينيين، ويعمل على توقيع 7 آلاف آخرين، وهو ما يعزز ارتباطه باليمين الصهيوني المتشدد، وفي حال قرر هذا التيار المتشدد الانسحاب من الحكومة، فإن ذلك قد يؤدي إلى انهيارها بالكامل. لذا، يرى نتنياهو أن بقاءه السياسي يتطلب وزراء دفاع أكثر انسجامًا وتشددًا من غالانت، رغم كونه معروفًا بمواقفه المتطرفة.

وبهذه التغييرات، أوضح الحوارات أن نتنياهو يضمن تحالفات جديدة في حكومته مع شخصيات مثل يإسرائيل كاتس، الذي اشتهر بتصريحاته العنصرية والتصعيدية، فيصبح المشهد أكثر انسجامًا مع التوجهات المتطرفة في وزارة الدفاع، كما أن استقطاب غدعون ساعر لوزارة الخارجية يُضيف لحكومته أربعة أصوات جديدة، ما يعزز استقرار الحكومة دون أي خسائر جوهرية، ويضمن ولاء الأجنحة اليمينية المتطرفة.

وأكد أن هذه الإقالة المدروسة، تسمح لنتنياهو بالتخلص من أحد أبرز منافسيه المحتملين لدى الدوائر الأمريكية، ويحقق سلسلة من المكاسب متعددة الأهداف في توقيت دقيق، إذ تأتي هذه الخطوة في مرحلة انتقالية تشهد تراجعًا في صلاحيات الإدارة الأمريكية الحالية، ليمنح ذلك نتنياهو فرصة لتنفيذ سياساته بأقل قدر من الضغوط الدولية. وبهذا، ينجح نتنياهو في إحكام قبضته السياسية وتأمين حكومته أمام أي تهديدات داخلية أو خارجية، بأسلوب حازم ومخطط له بعناية فائقة.