قال مدير مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب، الدكتور سعود الشرفات، إن هناك شبه اتفاق بين المهتمين بالانتخابات الأمريكية على أمر واحد، وهو غياب الحسم الواضح للنتيجة النهائية.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التنافس الشديد وتذبذب نتائج الاستطلاعات الأولية باستمرار جعلا من الصعب التكهن بالفائز المحتمل، وبينما تتعدد السيناريوهات، تبقى معظم التوقعات أسيرة التحليلات المتأثرة بالتوجهات الشخصية والرغبات.

وبيّن الشرفات أن هذه الضبابية أظهرت ما يطرحه بعض المحللين وخبراء الانتخابات الأمريكية حول فرضية تدخل "الدولة العميقة"، مضيفًا أن ما يُقصد بهذا المصطلح هو تداخل مصالح المؤسسات الأمنية والاستخباراتية وشركات الصناعات العسكرية ووسائل الإعلام العملاقة مع المؤسسات المالية العابرة للحدود، بحيث تتشكل شبكة نفوذ خفية تتجاوز الحكومات وتعمل على حماية مصالحها بشكل متسق.

ونوّه إلى أن هذه الفرضية تفترض أن الدولة العميقة تمتلك أدوات تأثير واسعة قد تُستخدم لضمان استمرارية مسار يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية، خاصة حين تتماهى هذه المصالح مع مصالح القوى السياسية القائمة، مشيرًا إلى أن زخم هذا السيناريو يزداد في ضوء المشهد الانتخابي الحالي، الذي يتميز بتصاعد الاستقطاب وحالة التوتر غير المسبوقة.

وبالنظر إلى تجارب سابقة، كتدخلات مفترضة في انتخابات عام 2016 التي أفضت إلى وصول ترامب، أو في انتخابات 2008 التي ساهمت في صعود باراك أوباما، يصبح احتمال تدخل الدولة العميقة في الانتخابات الحالية أمرًا لا يمكن استبعاده، بل قد يمثل تجسيدًا لتحالف المصالح الخفية في لحظات التحولات السياسية الكبرى، وفقًا لما صرّح به الشرفات لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.