الاردن وفلسطين: وحدة الصف وأمانة الاجداد

 

ابراهيم السيوف

فلسطين ليست مجرد قضية سياسية في وجدان الأردنيين بل هي امتداد لروحهم وتاريخهم وجرح مفتوح في جسد الأمة العربية لا يلتئم إلا بعودة الحق إلى أصحابه في كل أردني حي ينبض بإيمان راسخ بأن فلسطين ليست خيارًا بل هي واجب مقدس يحملونه في صدورهم ويسيرون به معًا يدًا بيد في مسيرة صمود لا تلين

لقد ظلت المملكة الأردنية الهاشمية بقيادتها الهاشمية الشجاعة حصنًا منيعًا للقضية الفلسطينية وموقفها الثابت مثال ناصع على الصمود والإخلاص منذ الشريف الحسين بن علي الذي بادر بالدفاع عن الحق الفلسطيني مرورًا بالملك عبد الله الأول الذي جاد بروحه على أعتاب المسجد الأقصى وصولًا إلى الملك الحسين بن طلال الذي جعل فلسطين نبضًا في قلبه جاءت راية الملك عبد الله الثاني لتكمل مسيرة الوفاء مرسخًا الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وصوتًا لا يهدأ في المحافل الدولية مدافعًا عن الحق الفلسطيني

وفي هذا الزمن المثقل بالتحديات يتوجب علينا نحن الأردنيين أن نصون وحدتنا ونحصن صفوفنا من كل فتنة دخيلة تستهدف شق صفوفنا وتفتيت عزمنا إن القضية الفلسطينية ليست شأنًا خارجيًا عنا بل هي أمانة كبرى وقضية لا تقبل التخاذل ولا يُبرر فيها الانقسام فمن يحاول أن يزرع بذور الفرقة في صفوفنا إنما يخون أمانة الأجداد ويضعف الحق وهو بذلك لا يخدم إلا أعداء هذه الأمة

لقد روى الجنود الأردنيون أرض القدس بدمائهم الطاهرة مستبسلين دفاعًا عن الأقصى وعن فلسطين ليجسدوا أعمق معاني التضحية والوفاء تلك الدماء التي امتزجت بتراب القدس هي شاهد خالد على أن الأردن لن يتخلى عن مسؤوليته تجاه فلسطين مهما بلغت الصعاب وأن القدس كانت وستبقى في قلب الأردنيين رمزًا للكرامة والعز

وفي الختام سيظل الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه الوفي السند الذي لا يتراجع والقلب النابض الذي لا يهدأ حتى تتحقق العدالة وتعود الحقوق إلى أصحابها الحقيقيين ففلسطين أمانة كبرى في أعناقنا وواجب لا يُنسى ووحدة الصف وصون العهد هو السبيل لتحقيق النصر واستعادة الكرامة والقدس الشريف ستبقى دائمًا في سويداء القلب وفي ذروة الأمل جيلاً بعد جيل نحملها راية حق ومجد حتى آخر نفس فينا