البستنجي لـ"اخبار الأردن": لبنان يتحول إلى برميل بارود سياسيّ

 

قال الكاتب والمتخصص في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي إن إيران تسعى لترسيخ نفوذها في لبنان، بينما تحاول فرنسا الحفاظ على بقايا وجودها التاريخي، فيما تبحث الولايات المتحدة عن موطئ قدم جديد في المنطقة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه القوى تتداخل عبر مساعٍ لتهدئة النار المشتعلة مع إسرائيل من خلال مقترحات، ومساعٍ لإبقاء الصراع ضمن أطر محسوبة.

وبيّن البستنجي أن هناك رسائل توجه لرئيس مجلس النواب اللبنانيّ نبيه بري بهدف اختبار استعداده لقبول حلول مشروطة، إذ ترغب الولايات المتحدة وفرنسا في بقاء لبنان ضعيفًا، ولكن دون الانهيار الكامل الذي قد يفتح الباب لتداعيات لا ترغب فيها الأطراف الدولية، مضيفًا أن إيران تدرك أهمية بقاء حليفها الاستراتيجي في لبنان قويًا وغير مهزوم، ولذلك، يُدار الصراع عبر مستويات متعددة، حيث تمتزج الدبلوماسية بالنار، وتتواصل الرسائل عبر قنوات خلفية، الأمر الذي يجعل لبنان وكأنه برميل بارود يغلي وسط تبادل رسائل ساخنة.

وأشار البستنجي إلى أن لبنان اليوم يختلف عمَّا كان عليه في عام 2006؛ فليس هناك ظهر سياسي داخلي قادر على حمايته من الانقسام، ما يدفع حزب الله إلى إدارة المواجهات بحذر شديد، متجنبًا المغامرات المفرطة، لعل السياسة تتمكن من تحقيق ما تعجز عنه الحرب. في الوقت نفسه، يحرص الحزب على إيصال رسائل واضحة للمعنيين بأنه مستعد للتعاطي مع أي أفكار سياسية تتيح له البقاء وتضمن استمراريته حتى تمر العاصفة.

وذكر أن جوهر الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي المقترح يرتكز على مبدأ تحميل الجيش اللبناني مسؤولية ضبط الحدود الجنوبية، ليحل بذلك محل حزب الله، مع تعهد الأخير بتقليص حضوره العسكري هناك، ويُتوقع مراقبة هذه الخطوات من قبل إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة وقوات اليونيفيل، حيث سيكون لبنان تحت المجهر بمجرد توقف لغة النار.