المغاربة لـ"أخبار الأردن": هذا ما يضمره نتنياهو ويخشاه خامنئي
قال الخبير العسكري محمد المغاربة إنه في ظل تصاعد الصراع الإقليمي المحتدم، باتت غزة ولبنان مسرحين ملتهبين لحرب باردة جديدة تخوضها إسرائيل وإيران عبر الوكلاء، ضمن سياق أوسع من التصعيد والتوتر الذي تتزاحم عليه القوى الكبرى.
وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التواريخ المحورية التي تتقاطع بين 7 نوفمبر و16 يناير تمثل مفاصل زمنية تجسد مخططات وأطماع معقدة، حيث تشكل غزة ولبنان خطوط تماس مباشرة، ومؤشرات قد تؤذن بتحولات جذرية قد تجرّ المنطقة إلى مستقبل مجهول المعالم، بين نيران الصراعات وأقدار لم تتكشف بعد.
وبيّن المغاربة أن نتنياهو، وفي سعيه لإحكام قبضته على المشهد الداخلي والخارجي، يبدو مدفوعًا نحو نهج تصعيدي تجاه غزة، تتجلى معالمه في استمرار الحصار وتكثيف الضربات الجوية، إلى جانب محاولات تقويض المقاومة. مضيفًا أنه يُظهر في هذا السياق سياسة "تأديب" الفصائل عبر حملات عسكرية توحي بقدرته على بسط السيطرة، لكنه يدرك أيضًا أن هذا النهج يفتح له مسارات أخرى؛ إذ يسعى عبر هذا التصعيد لتوجيه رسائل مبطنة إلى حلفاء إيران، لا سيما في لبنان وسوريا، بأن يد إسرائيل يمكن أن تصل حيث تشاء، في محاولة بائسة لتعزيز موقفه كقائد "حامي" في ظل أزمات داخلية متفاقمة، مما يُرسخ قاعدته الشعبية ويشدّد قبضته على القرارات الحاسمة في مسيرة إسرائيل المستقبلية.
في المقابل، أشار إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يرى في الساحة اللبنانية امتدادًا طبيعيًا لمشروع إيران الإقليمي؛ فدعم حزب الله في لبنان يُعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع لتثبيت مكانة طهران كقوة إقليمية مؤثرة لا تقبل التهميش. مضيفًا أن هذا الدعم يعكس توجهًا أيديولوجيًا يرى في المقاومة اللبنانية جبهة أمامية لمواجهة إسرائيل وحلفائها، وورقة ردع قوية في يد طهران.
وبينما يشتد الضغط على إيران اقتصاديًا وسياسيًا، يحرص خامنئي على إبقاء الخيارات العسكرية والاستنزافية قائمة في لبنان، كنوع من معادلة الردع التي تمنح طهران مساحات تفاوضية أوسع وتوازنًا في الصراع مع إسرائيل. وبهذا، يسعى خامنئي لجعل لبنان بوابة لاحتواء توسع النفوذ الإسرائيلي والأمريكي، مستفيدًا من الصراعات المتشابكة ليبعث برسائل لا تخفى على القاصي والداني، تُعلن أن إيران حاضرة وبقوة في المعادلات الحساسة للمنطقة، وفقًا لما صرح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وبيّن أنه مع احتدام الصراع بين نتنياهو وخامنئي وتورط وكلائهما في غزة ولبنان، فإن المنطقة تقف على حافة مجهولة، حيث تبدو سيناريوهات المستقبل ضبابية. منوهًا إلى أن المنطقة بين خيارين قاتلين؛ الأول هو انزلاق مباشر إلى نزاع كبير يمتد من غزة مرورًا بلبنان وربما إلى أبعد من ذلك، في حرب لا تبقي ولا تذر. والثاني هو قدر غير منظور يجرّ الأطراف إلى تسوية غير متوقعة، تهدئ من الاحتقان ولو إلى حين.