الجغبير يكتب : نباح الصهاينة ... متى يتوقف؟
حسين الجغبير
ربما لو استمعت لتصريح أي مسؤول إسرائيلي قبل السابع من أكتوبر وحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، والحرب على لبنان والتصعيد الإسرائيلي تجاه إيران، وما يجري في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بخصوص مستقبل دولة الاحتلال وأطماعها التوسعية، لما توقفت للحظة عند هذا التصريح.
لكن مع كل ما يجري وسيطرة التطرف على القرار الرسمي لدولة الاحتلال فإنه لا بد من الوقوف جليًا تجاه كل ما يصدر، ليس من منطلق التسليم به لكن من منطلق التحذير منه. أُشير هنا إلى تصريحِ وزير مالية الاحتلال يستلئيل سموتريش الأخير عندما قال: "نواجه خيار إنشاء شرق أوسط مختلف لا مكان فيه لدولة فلسطينية غربي النهر، ولا توجد هناك دول فلسطينية في هذا المكان، ولن تقوم وهذا غير قابل للتفاوض".
اليوم لا يمكننا إنكار أنَّ مثل هذه التصريحات تشكل طموح دولة الاحتلال والحكومة المتطرفة، بعد شعورها المزيف بالنصر في غزة، والضفة، وجنوب لبنان، واعتقادها أيضًا بأنها حققت معادلة الردع مع إيران، هذا الطموح على كل مسؤول صهيوني أن يدرك أنه لن يتحقق وسيبقى حلمًا صعب المنال عليهم، فشعورهم بالتفوق غير الحقيقي سيدفعهم لجني ثمار الألم إن فكروا مليًا بتحول هذه التصريحات إلى واقع.
أردنيًا، يعرف كل مسؤول صهيوني أن هذا الأمر بمثابة إعلان حرب، ولن يتم السماح له، وتصريحات جلالة الملك بهذا الاتجاه واضحة، حيث إن تهجير الفلسطينيين يعني إعلان حرب، وهذه الحرب ستأكل الأخضر واليابس، وستؤثر ليس على المنطقة برمتها، وإنما على العالم أجمع. كل أردني يتنفس هواء هذا الوطن قادر على الوقوف في وجه هذه الأطماع وضحدها، وهزيمتها، فمهما بلغت دولة الاحتلال من الغرور، عليها أن تتذكر جيدًا أنها لم تستطع الانتصار في غزة، وكل ما حققته يتمثل في قتل جماعي للمدنيين والأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، مع تدميرها للبُنى التحتية في حرب تشنها منذ أكثر من عام، فيما تتكبد خسائر ميدانية كبيرة في جنوب لبنان، وتعرضت أيضًا لصواريخ إيرانية، بالإضافة إلى خسارتها التعاطف العالمي مع حرب الإبادة التي تمارسها في كل مكان، وهذا مؤشر على أنها في منتهى الضعف لولا الدعم الأميركي.
هذا يعني أن ما ينبح به "كلاب" الحكومة الصهيونية سيبقى عبارة عن كلمات جوفاء يدركون جيدًا أنها صعبة المنال، فالأردن دولة قوية راسخة، وقيادتها وشعبها على خط سير واحد، ثابت لا يحيد، وقد قال الأردن كلمته بهذا الشأن منذ عقود وليس اليوم بأن الأردن هي للأردنيين، وأن على العالم أن يعترف بدولة فلسطينية مستقلة على الحدود، الرابع من حزيران العام 1967.
وغير ذلك يعني انفجار ستدفعه إسرائيل ثمنًا غاليًا لا يمكنها تحمله. على العالم أن يلجم أولئك الذين يبثون أحلامهم السوداء تجاه القضية الفلسطينية والأردن كونه مسؤولاً عن تطبيق القانون الدولي، وأن يضعوا حدًا للمتطرفين الصهاينة الذين يعيثون فسادًا بالمنطقة وينثرون الفوضى والخراب في كل مكان. أيام سوداء تنتظر الصهاينة إذا ما فكروا للحظة بأن الأردن وطن بديل، أو أن يدفعوا الأشقاء الفلسطينيين للهجرة، سواء تجاه مصر أو الأردن.