البستنجي لـ"أخبار الأردن": إسرائيل تستغل صفقة الأسرى لجس نبض حماس

 

قال الكاتب والمتخصص في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي، إن القيادة الإسرائيلية غير معنية فعليًا بعقد صفقة تبادل أسرى حقيقية في هذه المرحلة؛ إذ إن ما يُطرح عن صفقة محتملة ليس أكثر من محاولة مدروسة لجس نبض قيادة حماس، ولا سيما في ظل التغيرات التي شهدتها الحركة بعد اغتيال القائد يحيى السنوار.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الحديث عن الصفقة، بحد ذاته، يُعد وسيلة لاستكشاف التوجهات الداخلية لحماس، وقياس مدى تماسك القيادة وتوحدها على اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وبعبارة أخرى، تحاول إسرائيل استغلال هذه اللحظة لاختبار ما إذا كانت حماس تمتلك بنية قيادية متماسكة ومستقرة قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية، أم أنها تعاني من تباينات في القيادة أو حتى من غياب قيادة واضحة المعالم.

وبيّن البستنجي أن هذه المناورات السياسية ليست جديدة على الجانب الإسرائيلي؛ إذ اعتادت القيادة الإسرائيلية اللجوء إلى أساليب "التخدير" السياسي، وهو نهج يُستخدم لتوجيه الرأي العام وصرف انتباهه عن الأهداف الحقيقية، فبالنسبة لإسرائيل، يمثل إثارة موضوع صفقة تبادل الأسرى وسيلة لتهدئة الرأي العام الداخلي وإشعار عائلات الأسرى الإسرائيليين بوجود خطوات إيجابية، حتى لو كانت هذه الخطوات رمزية ولا تحمل نية فعلية لتحقيق الصفقة.

وذكر أن طرح الصفقة هنا هو تكتيك مزدوج يحقق لإسرائيل غايتين رئيسيتين: تهدئة الداخل الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى، متابعة ديناميكيات القيادة داخل حماس واختبار تماسكها التنظيمي.

ولفت البستنجي إلى أن إسرائيل تهدف من خلال هذه المناورة السياسية إلى استكشاف الجهات الجديدة المسؤولة عن صنع القرار داخل حماس بعد غياب السنوار، ذلك القائد الذي كان يتمتع بنفوذ واسع ومهارة كبيرة في إدارة المعارك والملفات الحساسة، مضيفًا أن القيادة الإسرائيلية باتت معنية بمعرفة الشخصيات الجديدة المؤثرة في هيكل القيادة داخل حماس، وتحديد الشخص أو المجموعة التي تتحكم بالقرار في هذه المرحلة المعقدة، ليشكل هذا التساؤل بالنسبة لإسرائيل عامل قلق حقيقي؛ إذ إن ظهور قيادة جديدة قد يعني تغييرات في استراتيجيات الحركة تجاه إسرائيل، وربما تحمل القيادة الجديدة توجهًا أكثر صلابة تجاه أي مفاوضات.

ونوّه إلى أن إسرائيل تسعى أيضًا إلى التأكد مما إذا كانت هناك جهة داخل حماس قد تتبنى استراتيجية تختلف عن الأسلوب التقليدي للقيادة السابقة، الأمر الذي قد يحمل انعكاسات مباشرة على سياسات حماس تجاه إسرائيل ويزيد من تعقيد الوضع الأمني في غزة.

وتابع قائلًا إن الحديث عن صفقة تبادل الأسرى أداة بيد إسرائيل لتوجيه الأحداث واستخدامها لأغراض سياسية واستخباراتية بحتة، وليس تعبيرًا عن نية حقيقية لإنهاء قضية الأسرى في الوقت الراهن.