المغاربة لـ"أخبار الأردن": الانتخابات الأميركية ستقلب الطاولة على نتنياهو

 

قال الخبير العسكري محمد المغاربة، إن نتنياهو وقع في شركٍ محكم، إثر محاولته استغلال ما تبقى من ولاية إدارة بايدن، التي استطاعت بمهارة إفشال مخططه لجر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، وجاء ذلك رغم سعي نتنياهو المتواصل لاستغلال الظرف الانتخابي الأمريكي لصالحه.

وأوضح المغاربة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنه مع اقتراب الانتخابات الأميركية، يبدو أن الإدارة المقبلة، سواءً بقيادة ترامب أو كاميلا هاريس، لن تكون مضطرة لمجاملة اللوبي اليهودي أو الخضوع لضغوط نتنياهو، بل ستكون، على الأرجح، أكثر تحررًا في إعادة صياغة استراتيجياتها بناءً على مصالح أمريكا فقط.

وأكد المغاربة أنه بحلول السادس من نوفمبر المقبل، قد يجد نتنياهو نفسه في مواجهة انعكاس للأحداث، شبيهًا بما حدث في السابع من أكتوبر 2023، حيث سيغدو بلا تأثير يُذكر على الإدارة الأمريكية، بعد أن انتهت اللعبة الانتخابية وانقضت الحاجة لدعمه، مضيفًا أن هذا الوضع سيوفر لإدارة بايدن، أو الإدارة الجديدة حتى السادس عشر من يناير 2025، الفرصة لتلقين نتنياهو وحكومته درسًا قاسيًا، في ردٍ واضح على محاولاته المستمرة للضغط عليهم، ما قد يساعد في استعادة الهيبة الأميركية وإصلاح التشوهات التي لحقت بسياساتها جراء الانصياع لتلاعبات نتنياهو وابتزازه العلني.

وبيّن أن نتنياهو نجح في استخدام الابتزاز السياسي بأقسى صوره، محركًا إدارة بايدن في زاوية ضيقة بوسائل غير معهودة من الضغوط، ورغم الدعم القسري الذي كان يُقدم له تحت وطأة الحاجة الانتخابية وقلق المنافسة مع ترامب، فإن تحولًا كبيرًا متوقع بعد الخامس من نوفمبر، ومع هذا التحول، قد يجد نتنياهو نفسه هو من يقبع في زاوية التهميش السياسي، ويواجه عزلة أمريكية مشددة، خصوصًا في حال فوز كاميلا هاريس بالرئاسة، حيث قد يستمر هذا العزل والتقييد لسنوات، لا لشهور معدودة.

أما في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، قال المغاربة إن نتنياهو يواجه واقعًا جديدًا يختلف تمامًا عن فترة ولايته الأولى، فقد بات ترامب، على إثر تغييرات جوهرية في المشهد العالمي وحروب المنطقة المتصاعدة، أكثر وعيًا بتعقيدات المشهد الإسرائيلي والمخاطر المحيطة بالمنطقة.

وذكر أن أحداثا كبيرة مثل الحرب في أوكرانيا، وتصاعد نفوذ كل من روسيا والصين، إضافةً إلى تعقيدات الوضع العربي والإيراني، جعلت ترامب في موقف يختلف عن سابق عهده، وأصبح في مقدوره التحرك بحرية من دون أن يكون تحت تأثير اللوبي اليهودي، ما قد يدفعه إلى تبني سياسات أشد استقلالية، وربما مغايرة جذريًا عن "صفقة إبراهام" التي عوّل عليها نتنياهو، واضعًا بذلك نهاية محتملة لمشروع الأخير الذي سعى لاستثماره سياسيًا لأقصى حد.