بني ارشيد لـ"أخبار الأردن": 7 خطوات لصياغة سردية فلسطينية متقنة
قال الأمين العام الرابع السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد، إن صياغة سردية فلسطينية تتسم بالعمق والاتقان وتؤسس لخطاب متماسك وقوي، تتطلب استيعابًا شاملًا لطبيعة المشروع الصهيوني، وتحليلًا دقيقًا لأبعاده السياسية، والأيديولوجية، والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار زوايا النظر التاريخية، والواقعية التي توضح طبيعة الصراع وآفاقه المستقبلية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه لا يمكن الحديث عن المشروع الصهيوني دون اعتبار أساسه ككيان استيطاني استعماري توسعي، يسعى إلى بسط سيطرته المطلقة على المنطقة، مستغلًا شعارات كاذبة مثل "إعادة تشكيل الشرق الأوسط".
وبيّن بني ارشيد أن المشروع الصهيوني تكمن فكرته في إنكار الحق الفلسطيني في الأرض عبر فرضية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، والتي تهدف إلى محو التاريخ الفلسطيني ونفي الوجود الفعلي للشعب الفلسطيني على أرضه.
ونوّه إلى أن المشروع الصهيوني قائم على مبدأ رفض الاعتراف بأي كيان فلسطيني يتمتع بالسيادة، فجميع المحاولات التي تبدو كمفاوضات أو خطوات نحو السلام كانت، في الواقع، أدوات للمماطلة وتحقيق المكاسب على حساب الحقوق الفلسطينية، حيث يهدف المشروع الصهيوني إلى إبقاء الشعب الفلسطيني في حالة من التبعية السياسية والاقتصادية، دون تمكينه من إقامة دولته المستقلة.
وأكد بني ارشيد أن الكيان الصهيوني يقوم على نظام تمييزي صارم يمارس سياسات فصل عنصري ممنهجة ضد الفلسطينيين، سواء كانوا داخل الخط الأخضر أو في الضفة الغربية وغزة، مضيفًا أنه يرفض أي حل يقوم على المساواة الحقيقية، ويعارض فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة التي تكفل حقوقًا متساوية لجميع مواطنيها، لكونها تتعارض مع الأيديولوجية العنصرية التي يقوم عليها، مع سعيه المستمر إلى تقنين الفصل العنصري وتشريعه قانونيًا لتهميش الفلسطينيين وتجريدهم من حقوقهم.
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني يتبع منذ بدايته سياسة التهجير القسري، التي تهدف إلى إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين وتغيير البنية الديموغرافية بما يتلاءم مع مخططاته، مع ما اعتمدته هذه السياسة على التهديد والعنف المباشر، والاستيلاء على الممتلكات، وتقييد الحريات، بهدف خلق واقع ديموغرافي جديد يفرض الأمر الواقع ويجعل من الحضور الفلسطيني مجرد أقلية هامشية.
وأوضح بني ارشيد أن الكيان الصهيوني استخدم العنف المفرط وارتكب مجازر وجرائم حرب ضد الفلسطينيين، بهدف نشر الرعب وزيادة الضغط على الشعب الفلسطيني لترك أرضه.
وقال إن المقاومة بكافة أشكالها هي الخيار المشروع والأساسي للدفاع عن الحقوق والأرض، فسردية المقاومة تستند إلى مبادئ الحق في تقرير المصير واستعادة الكرامة، مضيفًا أنها ليست محصورة في الجانب العسكري، بل تشمل الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الصمود الاجتماعي، والدفاع عن الحقوق المدنية.
وذكر بني ارشيد أن مواجهة المشروع الصهيوني تتطلب بناء موقف فلسطيني وطني جامع، يرتكز على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف أماكن تواجده، ويعزز صموده على أرضه، مع قيام الوحدة على رؤية واضحة تستند إلى الحقوق غير القابلة للتفاوض، وتعمل على استنهاض كافة الطاقات والموارد لتحقيق حالة مقاومة مستدامة وشاملة.