قال الخبير في الدراسات الأمنية الدكتور عامر السبايلة، إن الرد الإسرائيلي جاء على نحوٍ مدروس يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية لواشنطن.

وأوضح السبايلة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن الولايات المتحدة صممت هجماتها على النحو الذي يطال المواقع العسكرية داخل العمق الإيراني، ما مكّنها من وضع نفسها في موقع الضامن الإقليمي، وأظهر إيران في موقف الطرف الذي سيواجه واشنطن مباشرة إذا أرادت الرد.

وبيّن السبايلة أن الاستراتيجية الأمريكية تتجه إلى تقييد أي تصعيد مباشر، الأمر الذي يحد من احتمالات اندلاع مواجهة كبرى بين إيران وإسرائيل، على الأقل في المدى القريب، بينما قد تعود إسرائيل في المقابل، إلى توجيه أولوياتها نحو استهداف الحلفاء الإقليميين لإيران، مثل حزب الله في لبنان، والمواقع العسكرية في سوريا، والجماعات الموالية لها في العراق، حيث يُرجح أن تسعى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب إقليمية دون المخاطرة بفتح جبهة مواجهة مباشرة داخل إيران.

وعلى الرغم من أن إسرائيل قد أعدّت الأرضية لفكرة اختراق الأجواء الإيرانية وتنفيذ ضربات جوية في الداخل الإيراني، إلا أن التصعيد يظل خيارا مؤجلا في الوقت الراهن، بفضل الضبط الدقيق للإدارة الأمريكية للمشهد الاستراتيجي في المنطقة، وفقًا للسبايلة.

وأكد أن هذه الإدارة تسعى إلى الحفاظ على هذا التوازن إلى حين حلول الانتخابات الأمريكية القادمة، لتجنب وقوع مواجهة شاملة قد تخلط الأوراق الإقليمية وتضيف تعقيدات غير مرغوب فيها للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.