الماضي لـ"أخبار الأردن": حسابات معقّدة تضع الرد الإيراني بين الحذر والتريّث

 

قال أستاذ علم الاجتماع السياسيّ الدكتور بدر الماضي، إن إيران ستتجنب خيار الرد العسكري على إسرائيل لمجموعة من العوامل الاستراتيجية والسياسية المعقدة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن الرد الإسرائيلي لم يتجاوز بعد الخطوط الحمراء التي قد تستدعي ردًّا عسكريًّا مباشرًا من إيران، إذ لم تسعَ إلى إلحاق ضرر بالغ أو استفزاز حاد يستدعي موقفًا عسكريًا جادًا.

وبيّن الماضي أن إسرائيل تبنت تكتيكًا مختلفًا يتمثل بتعميق الضغط على إيران عبر الجنوب اللبناني من خلال محاولات مستمرة لتقويض قوة حزب الله، الذي يمثل النفوذ الاستراتيجي الأكبر لطهران في المنطقة، مضيفًا أن هذا التكتيك يهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني وإذلاله، ما يُقلل احتمالات التصعيد العسكري المفتوح ويضمن إبقاء الصراع في إطار محدود.

وذكر أن طهران تدرك أن المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل قد لا تصب في مصلحتها في الوقت الحالي؛ فقد تكون الرسائل الإسرائيلية قد وصلت إلى دوائر صنع القرار الإيراني بوضوح، بحيث ترى إيران أن الوقت ليس مناسبًا لتوسيع جبهة الصراع.

وعلى هذا النحو، أشار الماضي إلى أن إيران ستكتفي بإدارة صراعها مع إسرائيل عبر أذرعها في المنطقة كحزب الله، في محاولة للحفاظ على مصالحها دون التورط في مواجهة مباشرة، مشيرًا إلى أن طهران حريصة على تفادي أي تصعيد غير مدروس، خاصة وأن تغيّر الإدارة الأمريكية يظل احتمالاً واردًا، وقد يؤدي فوز الرئيس السابق دونالد ترامب إلى تصاعد الضغوطات الأمريكية على طهران مجددًا.