الخصاونة لـ "أخبار الأردن": الحوادث المرورية القاتلة لن تردعها العقوبات أو حتّى الكاميرات

خاص

 

قال الخبير القانوني والأخلاقي الدكتور صخر الخصاونة، إنه لا يمكن معالجة مشكلة الحوادث المرورية القاتلة بمجرد تغليظ العقوبات أو زيادة الكاميرات لرصد المخالفات، فعلى الرغم من أهمية هذه التدابير، إلا أنها لن تكون كافية لتحقيق الأمان المنشود على الطرقات.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ما تحتاجه المجتمعات فعلاً هو تبني رؤية شاملة تتضمن توجهًا أخلاقيًا وتربويًا مستدامًا، يشمل كافة فئات المجتمع، لبناء ثقافة قيادة واعية ومسؤولة تحترم قواعد السير.

وبيّن الخصاونة أن مفهوم الالتزام بالقانون، ومن ضمنه قوانين المرور، يجب أن يرتكز على قناعة أخلاقية ذاتية لدى الأفراد، وليس على خوف مؤقت من العقاب أو الرصد المروري، مضيفًا أن الأخلاقيات في القيادة تعني إدراك السائقين والمشاة على حد سواء لقيمة الحياة وأهمية المحافظة على سلامتهم وسلامة الآخرين.

ورأى أن احترام قواعد المرور يجب أن ينطلق من دافع نبيل يتجاوز الفردية إلى الشعور بالمسؤولية الجماعية، حيث تُعتبر الطرقات مرآة تعكس سلوكيات الأفراد، والتي بدورها تعكس الحالة الأخلاقية العامة في المجتمع.

وأكد الخصاونة أن الوصول إلى ثقافة مرورية ناضجة يتطلب عملًا تربويًا حقيقيًا يبدأ من الأسرة، ويمتد ليشمل المناهج التعليمية والإعلام وحتى الفضاء العام، فالشخصية المرورية السليمة تُبنى من الصغر عبر توجيه الأطفال والمراهقين على احترام قواعد السير والإحساس بالمسؤولية، ما يسهم في تأسيس جيل يدرك بعمق قيمة الالتزام بقواعد المرور.

ونوّه إلى أهمية دور الإعلام في التأثير على الرأي العام والتوعية المستمرة، حيث يجب أن يعمل على تقديم رسائل إيجابية تركز على أثر السلوك الأخلاقي في القيادة، وتبرز قصصًا حقيقية تُجسد احترام القانون وتقدم نماذج يُحتذى بها في المجتمع، مشيرًا إلى أن التغيير في السلوكيات، يحتاج إلى تكاتف من جميع الجهات المعنية، سواء من المؤسسات الحكومية، أو مؤسسات المجتمع المدني، أو حتى الأفراد أنفسهم، ليصبح الالتزام بالقوانين ثقافة عامة تعكس عمق التحضر والأخلاق السائدة.

وذكر الخصاونة أن التحدي الأكبر في الحد من الحوادث المرورية القاتلة يكمن في إيجاد توازن حقيقي بين الردع القانوني والالتزام الأخلاقي، حيث يجب على الأفراد أن ينظروا إلى قوانين المرور كجزء من منظومة قيمهم الإنسانية، وأن يتحول احترام قواعد السير إلى ممارسة تعكس رغبة حقيقية في حماية الحياة وتقديرها.