قراءة في غياب الأحزاب عن مجلس الأعيان رسالة أم دلالة..

 

د.فوزان العبادي

 

بعد متابعة تشكيلة مجلس الأعيان وغياب القيادات الحزبيه عنه في مرحلة هامة من مسيرتنا الديمقراطيه ومنظومة التحديث السياسي التي توجت المرحلة الأولى منها في إجراء الإنتخابات لمجلس النواب العشرون فهل يمكن إعتبار هذا الغياب رسالة موجهة للأحزاب وهنا نقصد الأحزاب التي لم تشملها عباءة الدولة في التشكيل الحكومي ومجلس النواب وهل يمكن إعتبار هذا الغياب دلالة على محدودية دور الأحزاب في التمثيل المجتمعي حيث سيطرت مرة أخرى أسماء مستهلكة ومكررة وذات عمق أمني او سياسي او عشائري وهذا لا ينتقص من هذه الأسماء على العكس نقدرهم جميعا ولكن بذات الوقت يشكل علامة إستفهام على تجاهل البعد الحزبي حيث لم يكن بالحسبان في هذه التشكيله فهل ستمثل هذه المرحلة إنتكاسة أخرى للعمل الحزبي أم هي إشارة إلى إستمرار سيطرة قوى متنوعة على المشهد السياسي بعيدا عن كون الأحزاب جزء من هذه القوى أو كما كنا نتأمل أن تكون الأحزاب ذاتها حاضنه لهذه القوى .على سبيل أن تكون الأحزاب بيت السياسه ومصنع للقوى السياسيه .فهل لازالت الأحزاب خارج دائرة الثقة وبالتالي لايمكن إعتبارها نجحت في المرحلة الأولى من عملية التحديث السياسي .

هنا نؤكد أنه لايمكن أن نتراجع خطوة للخلف أو أن نلغي دور الأحزاب التي نسعى أن تمثل إرادة الأردنيين في السلطتين التشريعيه والتنفيذية حيث لا يمكن إقناع الشارع بأهمية دور الأحزاب طالما لازلنا نتجاهل ونستثني دورها الهام بل الأساسي في منظومة التحديث السياسي ومشروع الحكومات البرلمانيه الحزبيه كما يريدها جلالة الملك حفظه الله ورعاه .فقد كان لزام على دوائر التوصيات و صنع القرار التفكير بجدية قبل هذا التحجيم لدور الأحزاب.

يجب أن نحدد في هذه المرحلة بالذات ماهو دور الأحزاب وماهو مطلوب منها ومايمكن أن تقدم للوطن وأن تمنح المساحة التي تتلائم مع ذلك.