تحذيرات من احتمال نشوب حرب أهلية في لبنان

 

أكد وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان يُعتبر "ضرورة لأمننا الجماعي"، محذرًا من خطر حقيقي يواجه البلاد، قد يؤدي إلى انهيار وشيك واندلاع "حرب أهلية".

وفي حديثه لقناة "LCI" التلفزيونية، أشار لوكورنو إلى أن المخاوف الفرنسية تتزايد حيال تصاعد التوترات الطائفية في لبنان، موضحًا أن "الوضع الحالي يعزز القلق من احتمال حدوث حرب أهلية قريبًا".

وأضاف الوزير أن "إضعاف حزب الله يُعتبر خبرًا إيجابيًا"، معبرًا عن عدم ملاءمة القول بعكس ذلك. كما تابع بأن الوضع في لبنان قد يتدهور أكثر، حيث يبدو الانهيار قريبًا.

تحذيرات من احتمالية نشوب حرب أهلية

تشهد الأوضاع في لبنان تحولًا جذريًا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على جبهة الشمال، حيث تزامن القصف شبه اليومي لمناطق مختلفة من لبنان مع موجة نزوح كبيرة من المناطق المستهدفة من قِبل تل أبيب.

يُذكّر هذا السيناريو بأحداث الحرب الأهلية اللبنانية التي وقعت في ثمانينيات القرن الماضي، والتي أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى وما زال العديد من اللبنانيين في عداد المفقودين، مما أدى إلى تقسيم البلاد وعاصمتها على أسس طائفية.

في هذا السياق، حذر وزير الدفاع الفرنسي من احتمال نشوب حرب أهلية وشيكة في لبنان إذا استمر القتال. وأبدت تقارير غربية قلقها من أن نزوح الشيعة من الضاحية الجنوبية إلى المناطق ذات الأغلبية السنية والمسيحية، بجانب استهداف هذه المناطق من قِبل الطيران الإسرائيلي، قد يؤدي إلى تجدد النزاع الطائفي.

خطر الحرب الأهلية

تدفع الظروف الحالية العديد من الأسر الشيعية إلى النزوح من منازلها إلى مناطق ذات أغلبية مسيحية وسنية، مما يزيد من حدة المظالم القديمة ويثير المخاوف من العنف الطائفي في بلد يعج بالأسلحة، وفقًا لصحيفة "فايننشال تايمز".

وتعقد فرنسا مؤتمرًا دوليًا مخصصًا للبنان يوم الخميس، يهدف إلى حشد الدعم الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب اللبناني ودعم المؤسسات اللبنانية، خاصة الجيش كضمان للاستقرار الداخلي.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن المؤتمر سيعيد التأكيد على الحاجة الملحة لوقف الأعمال القتالية وضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي قائم على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، بما يتيح العودة الآمنة للنازحين.

وأكد الرئيس السابق لحزب "الكتائب اللبنانية" كريم بقرادوني أن احتمال اندلاع حرب أهلية حاليًا غير وارد، مشيرًا إلى أن "الحرب الأهلية تتطلب صراعًا داخليًا مسلحًا، وهو ما لا يحدث في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي".

وأضاف بقرادوني، أن السلاح المتاح في لبنان اليوم هو فقط بيد "حزب الله"، الذي يخوض معاركه ضد إسرائيل، ولا يوجد سلاح لدى الأطراف اللبنانية الأخرى، مما يجعل احتمال الحرب الداخلية مستبعدًا.

ورأى أن الحرب الأهلية التي شهدها لبنان لم تنتهِ بفوز أي طرف، بل كانت خسارة جماعية، وهو ما يدركه الجميع في الوقت الراهن، كما أن هناك مشاكل داخلية كثيرة مثل النزوح السوري واللبناني، والحل يكمن في انتخاب رئيس جمهورية والعمل على معالجة هذه القضايا.

وختم بقرادوني حديثه بالتشكيك في التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الفرنسيين، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات قد لا تعكس الموقف الرسمي للحكومة الفرنسية.