تطبيعٌ... هل طواه النسيان؟

 

في مثل هذا الشهر من العام 1994 وقعت معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل.

وقبل هذا التاريخ بسنة، وقعت اتفاقية إعلان المبادئ كمقدمة لسلام فلسطيني إسرائيلي منشود.

وقبل هاتين الاتفاقيتين وقعت في العام 1979، اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.

وفي الخامس عشر من أيلول 2020 وقعت اتفاقات تطبيع بين الامارات والبحرين وإسرائيل، تلاها تطبيع مع المغرب والسودان.

كان العرب ملتزمين بمبادرة اشترطت التطبيع بقيام الدولة الفلسطينية، وذلك من خلال المبادرة العربية للسلام، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، لتتحول إلى مبادرة عربية أقرت في القمم.

ومنذ أول تطبيع إلى آخر تطبيع، والمنطقة التي أريد لها أن تستقر في ظل سلام دائم، تعاني من غياب الحد الأدنى من سلام حقيقي.

ودون الرجوع إلى وقائع السنوات الطويلة التي فصلت بين التطبيع الأول والأخير، فيكفي إلقاء نظرة على ما يجري الآن، حيث المطبعين وغير المطبعين يحبسون أنفاسهم وهم يتابعون حرباً في المنطقة أكلت الأخضر واليابس، ويترقبون اندلاع حرب إقليمية إن وقعت فكل ما سبقها من ترتيبات سيكون في مهب الريح.

كلمة سر كل هذا أن إسرائيل وبممالئة أمريكية وإلى حدٍ ما غربية، تعاملت مع التطبيع على أنه الوصفة الناجعة لإذابة القضية الفلسطينية، ووضع شعبها وحقوقه أمام أمر واقع يلقى له بالفتات ولا يملك إلا أن يقبل.

تبددت رؤية إسرائيل في الواقع، وها هو التطبيع يكاد ينسى تماماً تحت وهج النار المشتعلة في المنطقة والتي لا يرى أي شعب من شعوبها أنه في مأمن عن الخطر، أو أن إسرائيل لا تبيت له كوارث تهدد أمنه واستقراره وحتى هويته الوطنية.

كان الخطأ الأكبر هو تجنب الجذور والذهاب إلى الفروع، القضية الفلسطينية هي أعمق الجذور والالتزام العربي الشعبي بها هو حمايتها الأساسية وها نحن نرى كيف صار حال المنطقة في زمن التطبيع المقتلع من الجذور وكيف ابتعد السلام الحقيقي بدل أن يقترب، فهل نتخذ جميعاً مما حدث عبرة للحاضر والمستقبل؟

هذا هو سؤال الأسئلة.


رأي مسار