العتوم لـ"أخبار الأردن": توافق دولي غير مسبوق لتفكيك أذرع إيران العسكرية والحد من طموحاتها النووية
قال الباحث المتخصص في السياسة الإيرانية الدكتور نبيل العتوم، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تصاعدًا غير مسبوق في التوترات السياسية والعسكرية، في ظل توافق إقليمي ودولي يسعى لكبح جماح إيران، وخصوصًا فيما يتعلق بنفوذها العسكري والبرنامج النووي الذي يثير قلقًا عالميًا.
وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه التطورات تأتي في وقت يبدو فيه أن صبر القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، قد نفد تجاه سياسات طهران التوسعية، وأن التصعيد الحالي يمثل مرحلة مفصلية في مستقبل المنطقة، حيث يُرتقب أن تكون لها تداعيات استراتيجية بعيدة المدى.
التوافق الدولي والإقليمي على تفكيك الميليشيات الإيرانية
وأكد العتوم أن من أبرز مظاهر هذا التوافق الدولي والإقليمي هو السعي الجاد لتفكيك أذرع إيران المسلحة في المنطقة، والتي تعد أدوات رئيسية لتنفيذ أجندتها الإقليمية، مضيفًا أن هذه الميليشيات، التي تنتشر في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة، وتعتبرها الكثير من الدول أدوات للنفوذ الإيراني خارج حدودها.
التصعيد الإسرائيلي المحتمل تجاه إيران
في هذا السياق المتوتر، ذكر أن إسرائيل تبرز لاعبًا رئيسيًا يسعى لردع إيران عسكريًا، خصوصًا بعد تزايد الحديث عن اقترابها من القدرة على تصنيع سلاح نووي. في وقتٍ أشارت فيه تقارير استخباراتية عديدة إلى أن إسرائيل قد تستعد لشن ضربات جوية تستهدف منشآت نووية إيرانية، وهي خطوة قد تؤدي إلى تفجر صراع واسع النطاق.
الدور الأمريكي وتأثيره على التحركات الإسرائيلية
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبرز دور الولايات المتحدة كعامل حاسم في تحديد مسار الأحداث. وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس جو بايدن تبنت موقفًا أكثر دبلوماسية في التعامل مع إيران، ساعية إلى العودة للاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إلا أن هناك قوى داخلية أمريكية تضغط باتجاه سياسة أكثر حزمًا، وفقًا للعتوم.
ومن بين أبرز هذه القوى، قال إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لا يزال يحتفظ بنفوذ كبير على تيار واسع من الجمهوريين في الكونغرس، أكد في اتصال هاتفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضرورة تجاهل السياسات التي ينتهجها بايدن حاليًا تجاه إيران، وحث نتنياهو على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في عهد إدارته، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب توضح الفجوة العميقة في المواقف داخل النخبة السياسية الأمريكية بشأن كيفية التعامل مع إيران، ما يضع مزيدًا من الضغوط على إدارة بايدن التي تسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي.
البرنامج النووي الإيراني في صلب الصراع
على الجانب الآخر، لفت العتوم النظر إلى أن البرنامج النووي الإيراني يبقى القضية الأكثر تعقيدًا، إذ يمثل مصدر قلق رئيسي لإسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية، التي ترى في امتلاك إيران للسلاح النووي تهديدًا مباشرًا للأمن العالمي. ورغم المحاولات المستمرة للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي جديد مع إيران، تشير التقارير إلى أن طهران مستمرة في تخصيب اليورانيوم بنسب تقترب من المستوى المطلوب لتصنيع قنبلة نووية.
ونوّه العتوم إلى أن الضغوط الدولية تتزايد على إيران لإنهاء برنامجها النووي أو على الأقل وضعه تحت رقابة صارمة، إلا أن القيادة الإيرانية تبدو غير مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة في هذا الملف، معتبرة أن امتلاك القدرة النووية يمثل ضمانًا لأمنها القومي في مواجهة التهديدات الخارجية. ومع استمرار الجمود الدبلوماسي، تبقى جميع السيناريوهات مفتوحة، بما في ذلك احتمالية تدخل عسكري مباشر أو تصعيد اقتصادي من خلال فرض عقوبات أكثر صرامة على النظام الإيراني.