أبو غنيمة: على "الإخوان المسلمين" ضبط الإيقاع وعدم تجاوز الأطر الرسمية
قال المراقب والناشط الدكتور الصيدلاني أحمد أبو غنيمة تعليقًا على خطاب حزب جماعة الإخوان المسلمين إنه لا بد من الاعتراف بأن بيان الحزب الأخير تضمن خطأً فادحًا، وقد أدرك العقلاء داخل الحزب هذا الخطأ، وسارعوا إلى محاولة احتواء تبعاته.
وأوضح أن قيادة الحزب نفسها أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن ما حدث كان خطأً كبيرًا لا يمكن التغاضي عنه، واعتبرته زلّة في التوقيت والمضمون، خاصة في ظل الأجواء المشحونة التي تعيشها المنطقة، مضيفًا أن هذه الأجواء المتوترة لا تخدم مصلحة أحد، وهي بطبيعتها تساهم في تأجيج المواقف وتضخيم ردود الفعل، وهو أمر ليس في صالح الحزب ولا في صالح الوطن.
وبيّن أبو غنيمة أن إصدار الحزب بيانًا يُشيد بالخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك في الأمم المتحدة جاء في محله، حيث كان خطاب الملك رسالة واضحة للعالم أجمع، مؤكدًا فيه على الموقف الثابت للأردن في دعمه للقضية الفلسطينية، والتزامه بالعدالة الدولية.
وذكر أن الحزب دائمًا ما يشدد على أنها جهود مقدّرة تستحق الثناء، ويجب التركيز على دعم هذه المساعي الإنسانية بدل الانشغال بخطابات لا تخدم سوى زيادة التوتر، في وقتٍ الظروف الراهنة لا تحتمل أن يُعطى هذا الموضوع أكبر من حجمه، خاصة أن الوطن يمر بمرحلة حساسة تتطلب التكاتف والتعاضد لا التصعيد.
وأشار أبو غنيمة إلى أن الدولة كانت قد عبّرت عن غضبها واستيائها من البيان، وأن هناك ضرورة مُلحّة لتعديل لهجة الخطاب السياسي الصادر عن الحزب ليتماشى مع الظروف الحساسة التي نعيشها، لكن ينبغي التوضيح أن تصريحات المراقب العام للحزب لم تكن تأجيجية كما يحاول البعض تصويرها، بل جاءت في إطار موقف الحزب الراسخ بأن الممارسات الصهيونية العدوانية تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد الأمن الوطني الأردني، وهذا موقف يُعد امتدادًا لموقف الحزب التاريخي.
وقال إن ما يتطلبه الوضع الحالي هو ضبط إيقاع الخطاب داخل الحركة الإسلامية، بحيث يكون خطابًا موحدًا منضبطًا، يحترم سيادة الدولة ولا يتجاوز أطرها الرسمية.