الحوارات لـ"أخبار الأردن": محاولات أردنية لطرح بديل أمام المنافذ والممرات المخنوقة سياسيًا

 

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن الأردن يسعى في هذه المرحلة الدقيقة إلى استثمار الظروف الراهنة لإعادة إحياء المبادرة العربية تجاه سوريا، في ظل ما أفرزته قمة عمان من مخرجات، وعلى رأسها مفهوم "الخطوة خطوة".

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المساعي الأردنية تأتي في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن توتر خفي بين النظام السوري وحليفه الإيراني، ما يفتح الباب أمام محاولات عربية، بقيادة أردنية، لطرح بديل سياسي للنظام السوري بأطرافه المختلفة يتمثل في العودة إلى الحضن العربي.

وبيّن الحوارات أن الأردن، وقبل دخوله في مسار المصالحة الداخلية، يواجه تحديات كبيرة على صعيد العلاقة مع سوريا، أبرزها الملف الحدودي. فالحدود الجنوبية السورية، التي تعج بالميليشيات المسلحة، أصبحت مصدرًا لتهريب المخدرات والأسلحة، ما يهدد أمن الأردن واستقراره.

وذكر الحوارات أن هذه الأوضاع خلقت حالة من الفوضى على الحدود، تطلبت من الأردن تكثيف جهوده لإيجاد حلول ناجعة توقف هذا الاستنزاف الأمني والاقتصادي، وفي هذه اللحظة، يسعى الأردن لاستثمار هذا الوضع لفتح حوار جاد حول آليات وقف التهريب وضبط الحدود بشكل فعال.

إلى جانب ذلك، يشكل ملف اللاجئين السوريين محورًا آخر في الاستراتيجية الأردنية، حيث يؤكد الأردن باستمرار على ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين إلى ديارهم، من خلال ضمان بيئة آمنة تتيح لهم العودة بكرامة، وهذا المسعى يعكس رغبة الأردن في إنهاء ملف اللاجئين الشائك والمعقد، ويشير إلى إدراكه التام لحجم الضغط الاقتصادي والاجتماعي الذي يفرضه هذا الملف على موارده، وفقًا للحوارات.

أما على صعيد العلاقات الثنائية، قال إن الأردن يسعى جاهدًا لتحسين علاقاته مع سوريا لأسباب استراتيجية واقتصادية، حيث أصبحت منافذه التجارية تعاني من اختناقات سياسية وأمنية، فالممر عبر البحر الأحمر شبه متوقف، والممر عبر ميناء حيفا يحمل أثمانًا سياسية باهظة، والممر اللبناني بات غير مستقر، ومن هنا، تأتي أهمية إعادة فتح الممر السوري أمام الصادرات الأردنية كحل يخفف من هذه الاختناقات ويعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وفيما يتعلق بالتوترات الإقليمية، أكد الحوارات أن الأردن يدرك أن التصعيد المستمر بين إسرائيل وسوريا يحمل في طياته مخاطر كبيرة قد تتعدى حدود سوريا. فالضربات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تهدد باندلاع مواجهة أوسع، لن يكون الأردن بمنأى عن تداعياتها، ومن هذا المنطلق، يبدو أن الأردن يسعى إلى لعب دور دبلوماسي يهدف إلى تهدئة الأوضاع وتجنب سيناريوهات التصعيد التي قد تنعكس بشكل مباشر على استقراره.

وأردف أن توحيد الموقف الأردني السوري تجاه السلوك العدواني الإسرائيلي قد يسهم في خلق توازن جديد في المنطقة، ويعود بالنفع على البلدين، وفي ظل الفشل السابق الذي أعقب المبادرة العربية تجاه سوريا، فإن هذه المرة تتجدد الآمال بأن تؤتي الجهود الأردنية ثمارها، خاصة مع تزايد المؤشرات التي تدعم إمكانية إعادة إحياء هذه المبادرة والسير قدمًا نحو تحسين العلاقات الثنائية بشكل مستدام.