الماضي لـ"أخبار الأردن": لقاء دمشق فرصة أمام عمّان لسد فجوات إيران
قال أستاذ علم الاجتماع السياسيّ الدكتور بدر الماضي إن زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي للعاصمة السورية دمشق تكتسب أهمية كبيرة من الناحيتين الآنية والتاريخية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الصفدي يسعى إلى البناء على ما تم تقديمه للنظام السوري قبل أربع سنوات، عندما كان الأردن يأمل في إعادة سوريا إلى الحضن العربي، ضمن شروط تمكّنها من استيعاب جميع السوريين وتمنحهم بارقة أمل عربية وعالمية، تفيد بأن النظام السوري قد استفاد من المتغيرات التي طرأت على الساحة العالمية والعربية.
وبيّن الماضي أن النظام حينها لم يستغل هذه الفرصة، بل سعى إلى فرض ضرورة اعتراف المجتمع الدولي به كمنتصر في الأحداث التي شهدتها البلاد، ما أجهض الأمل العربي، وعلى رأسه الأردن، الذي شعر بخيبة أمل كبيرة من سلوك النظام السوري.
وفي سياق التطورات الأخيرة، تبين أن الراعي الرسمي للحكم في سوريا، إيران، قد تعرض لانتكاسات استراتيجية في الجنوب اللبناني، حيث تم القضاء على عدد من القيادات السياسية الهامة، ما أثر سلبًا على الهيكل العسكري لحزب الله، في وقتٍ استشعرت التقديرات الإيرانية أن الأمور تتغير بسرعة، ما استدعى من إيران أن تبقي نفسها بعيدًا عن حزب الله وسوريا، وهو ما يعيه الطرفان، وفقًا للماضي.
وذكر أن الأردن يرى فرصة لسد الفجوات التي ستتركها إيران، يشاركها في ذلك عدد من الأطراف العربية والدولية، مع الانتباه الشديد إلى أن إيران قد تسعى لاستبدال نفوذها العسكري بنفوذ سياسي، خاصة في لبنان، مضيفًا أن الحكومة السورية تدرك أن هزيمة حزب الله تعني هزيمة الهيمنة التي يمارسها الحزب في الدولة السورية، كما تمثل أيضًا انتكاسة للمشروع الإيراني في المنطقة، ما يفتح المجال أمام الحكم في سوريا للتفكير في البدائل المتاحة التي يمكن أن يوفرها العالم العربي، حيث يمكن أن تلعب الأردن دور الوسيط في ذلك.
وأوضح الماضي أن هذه السيناريوهات تسعى إلى استشراف ما سيحدث في الأسابيع والأشهر القادمة، من أحداث قد تسهم في تغيير الواقع أو العودة إلى المربع الأول من حالة السيولة السلبية للأحداث وعدم الاستقرار.