الخزاعي لـ"أخبار الأردن": 3 رسائل من محاولة اغتيال نتنياهو

 

أشار أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إلى أن التحليلات الاجتماعية والنفسية والعسكرية المرتبطة بإرسال طائرة مسيرة إلى منزل رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو واستهدافه، تعكس الرغبة الجادة والجامحة لمطلقى هذه الطائرة في إنهاء حياة نتنياهو.

وأوضح الخزاعي في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التحرك يأتي كرد فعل على ممارساته القاسية من عمليات قتل، وسفك دماء، وتهجير، وتدمير في غزة ومنطقة جنوب لبنان.

الرسالة السياسية والأمنية

وبيّن الخزاعي أن هذا الاستهداف يعد بمثابة تحذير واضح، يحمل في طياته رسالة تحث على عدم استمرار نتنياهو في غطرسته وتصعيده للحرب المدمرة، مبينًا أنها تحمل رسالة صارخة هي: "توقف، وإلا سيكون مصيرك الموت".

أما الرسالة الثانية، فتتعلق بمعرفة المقاومين مكان إقامة رئيس الوزراء، ما يعكس قدرتهم على اختراق الأمان الشخصي لنتنياهو، بينما توجه الرسالة الثالثة إلى حكومة الاحتلال وجيشه، وتفيد بأن المقاومين تمكنوا من اختراق الدفاعات الجوية، وصولًا إلى أكثر المناطق أمانًا في إسرائيل، حيث يقيم رئيس الوزراء، وتضم كبار الشخصيات العسكرية والاقتصادية، وفقًا للخزاعي.

وذكر أن هذا الاستهداف يمثل ضغطًا متزايدًا على نتنياهو لوقف الحرب، خاصةً أن المتضررين الرئيسيين هم من الجيران المحيطين بمكان إقامته، وغالبهم من الشخصيات الرفيعة وأصحاب القرار في الدولة.

علاوة على ذلك، ثمة توقعات باستهداف آخر قد يكون وشيكًا لنتنياهو، في أي مكان يتواجد فيه، وقد يتضمن هذا الاستهداف رسالة مفادها بأنه قد لا يكون من المُقدَّر له النجاة مرة أخرى، كما يشير المثل العربي: " ما كلّ مرّة تسلم الجرّة".

وقال الخزاعي إنه من المحتمل أن يكون هناك استهداف آخر في مكان مختلف قد يؤدي إلى إنهاء حياته، فالمقاومة تدرك تمامًا أن من يقود هذه الحرب ويتخذ القرارات الحاسمة هو نتنياهو، والتخلص منه عبر الاغتيال قد يمثل نقطة تحول في مسار النزاع، وهو سيناريو قد يحدث في أي لحظة.

الرسالة العسكرية

وذكر أن هذه العملية تُعدُّ دليلًا على تقدم القدرات العسكرية للمقاومة، بما يشمل أيضًا القدرة على تنفيذ عمليات معقدة، تُمكنهم من تجاوز الدفاعات الجوية المتقدمة التي تتمتع بها إسرائيل.

وتابع الخزاعي قائلًا إنه يمكن اعتبار هذا العمل نموذجًا لقدرة المقاومة على التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي من جانب، وامتلاكهم معلومات استخباراتية دقيقة حول مواقع الأهداف الحيوية من جانبٍ آخر.

وأردف أن الوصول إلى منزل نتنياهو، أحد أكثر المواقع أمانًا في إسرائيل، يُظهر قدرة المقاومة على تحديد الأهداف الاستراتيجية، ما يفرض تحديًا حقيقيًا على الأمن الإسرائيلي ويزيد من حالة الارتباك والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي.

ونوّه الخزاعي إلى أن هذا النوع من العمليات يسلط الضوء أيضًا على استراتيجية المقاومة في توجيه ضغوط عسكرية مباشرة على صانعي القرار، ما يزيد من حدة القلق داخل الدوائر السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

الرسالة النفسية

من الناحية النفسية، فإن نجاح المقاومة في تنفيذ هذا النوع من العمليات له تأثير عميق على المجتمع الإسرائيلي، ووصول الطائرة المسيرة إلى منزل نتنياهو يرسل رسالة واضحة مفادها بأنه "لا يوجد هناك أي مكان آمن في إسرائيل"، وفقًا للخزاعي.

وتستهدف هذه العمليات أيضًا خلق حالة من عدم الاستقرار النفسي، حيث يزداد الشعور بانعدام الأمان لدى المواطنين الإسرائيليين، ما قد يدفعهم للتساؤل عن كفاءة الحكومة وقدرتها على حمايتهم، الأمر الذي سيشعل ضغوط متزايدة على نتنياهو وحكومته لوقف الأعمال الحربية أو تغيير استراتيجيتهم.

وأوضح الخزاعي أن مثل هذه العملية ستُعيد تشكيل الوعي الجماعي حول فكرة الحرب، وتُبرز فكرة أن المقاومة لا تزال في موقع القوة.