العمل الإسلامي: لا نتعالى على الشعب أو مؤسسات الدولة

 

تناول عضو مجلس النواب عن حزب جبهة العمل الإسلامي، محمد عقل، تفاصيل البيان الذي أصدره الحزب، الجمعة، مع إشادته بالعملية التي نفذها الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس في منطقة جنوب البحر الميت، مؤكدًا على مواقف الحزب تجاه القضايا الوطنية والإقليمية، وأبعاد البيان من حيث المضمون والتوقيت.

وأشار عقل خلال حديثه لقناة رؤيا، رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إلى أن العملية التي نفذها الشهيد ماهر الجازي، ورغم حساسية الوضع، قوبلت بردود فعل إيجابية من قبل الدولة الأردنية، كما عبّر الشعب الأردني عن ترحيبه الواسع بالعملية، لشعوره العميق بأنها جاءت ردًّا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وسدّت جزءًا من ثأر طويل الأمد يشعر به الشعبان الأردني والفلسطيني على حد سواء.

وأضاف عقل أن البيان الذي صدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي لم يكن خروجًا عن موقف الشعب الأردني، بل يعبر عن الشعور الوطني العام تجاه نضال الشعب الفلسطيني، وأن الإشادة بالعملية جاءت كإشادة بنضال الشهداء، وهو موقف شاركت فيه مختلف فئات الشعب الأردني، مؤكداً أن الحزب لم ينسب لنفسه تنظيم العملية، وأن أي ادعاءات تشير إلى تورط الحزب أو الحركة الإسلامية في التخطيط أو تنفيذها غير دقيقة.

وذكر أن الشهيدين كانا من أبناء الحركة الإسلامية، لكن ذلك لا يعني أن الحركة مسؤولة عن تنظيم هذه العملية أو غيرها.

وتابع عقل: الحركة الإسلامية في الأردن، ومنذ تأسيسها في العام 1946، كانت دائمًا جزءًا من النسيج الوطني الأردني، وكانت أحد أبرز عوامل الاستقرار الاجتماعي والسياسي، مشيرًا إلى أن الحركة الإسلامية تتبنى في جوهرها فكرة السلمية والمصلحة الوطنية العليا، وتدعم الدولة الأردنية في جميع توجهاتها، وخاصة فيما يتعلق بحصرية استخدام القوة العسكرية من قبل الدولة.

ونوّه إلى أن الحركة لا تمارس أي شكل من أشكال العنف أو العمل العسكري، وتعتبر نفسها جزءًا من الدولة، ملتزمةً بالتناغم مع سياساتها وتوجهاتها العامة، مشيرًا إلى أن الحزب يرى في الدولة الأردنية صمام أمان يحمي مصالح المواطنين ويصون استقرارهم.

كما لفت عقل إلى أن البيان الصادر عن جماعة الإخوان المسلمين أشاد بوضوح بالشهداء، وبيّن أن العملية كانت فردية، ولم تكن نتاج تخطيط أو تنظيم من قبل الجماعة، موضحًا أن الإشادة بالشهداء تأتي من منطلق تقدير الشعب الأردني للنضال الفلسطيني المستمر، وليس تأييدًا لأي عمل مسلح من قبل الحزب أو الحركة الإسلامية.

فيما يتعلق بعلاقة الحزب بالقيادة الهاشمية، شدد عقل على أن التشكيك المستمر في هذه العلاقة يجب أن يتوقف، قائلًا إن المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تتمتع بمؤسسات راسخة وقوية، ولدينا جيش قوي ومجتمع مدني ناضج وحركة إسلامية منسجمة مع توجهات القيادة الهاشمية، كما أن العلاقة بين الحزب والعرش الهاشمي علاقة تاريخية وطيدة، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وعلى مدار العقود الماضية، لطالما أيدنا ما تقوم به القيادة الهاشمية من جهود وطنية داخل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها مؤسسة العرش.

وبيّن أن حزب جبهة العمل الإسلامي لا يتعالى على الشعب أو مؤسسات الدولة، بل يزداد تواضعًا بعد كل استحقاق انتخابي، ويزيد حرصًا على خدمة الوطن، ويسعى دائمًا إلى الاندماج الكامل في مؤسسات الدولة الدستورية، فهو جزء لا يتجزأ من المنظومة الوطنية، ويرى أنه رافعة لمجلس النواب من أجل تعزيز دوره التشريعي والرقابي، وإعادة الألق والهيبة لهذه المؤسسة المهمة، بما يخدم مصالح الشعب الأردني ويحافظ على ثوابته الوطنية.

وفي ختام حديثه، أشار عقل إلى أن الحزب سيظل يساهم بشكل إيجابي في الحياة السياسية الأردنية، بعيدًا عن أي محاولات لزعزعة الاستقرار الوطني أو التشكيك في الولاءات، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من التعاون بين الحزب ومختلف مؤسسات الدولة، بهدف تحقيق المصلحة العليا للوطن والمواطن.