ماذا تنتظر الشعوب؟

 

إبراهيم القعير

معظم الشعوب العربية والإسلامية تتابع ما يجري في لبنان وفلسطين بقلق كبير وخوف وغضب، وتعبّر عن غضبها بالمسيرات في الشوارع. ولكن ضعف أداء هذه الشعوب أدى إلى قسوة الأعداء وتجبرهم على الشعوب الضعيفة التي لا تملك القوة اللازمة لردعهم. لقد شاهد العالم قسوة المعارك، التي وصلت حد الإبادة الجماعية في فلسطين، وتدمير البنية التحتية، وهدم البيوت بلا رحمة ولا شفقة، وقتل آلاف الأطفال والنساء. كما أن هناك سياسة التجويع والتعطيش، التي تخالف جميع القوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية، بالإضافة إلى إعلام كاذب ومنافق، وتلفيق العديد من الافتراءات.

اجتمعت كل دول الغرب على إبادة الشعب الفلسطيني وتدمير لبنان، واستخدموا جميع أنواع الأسلحة الحديثة والمحرمة دوليًا لإثبات قدراتهم العسكرية التي انهارت أمام أبطال 7 أكتوبر. لقد زجّوا بآلاف المقاتلين والمرتزقة لإبادة الشعب الفلسطيني، الذي يقف حجر عثرة أمام تخطيطهم المستقبلي في الشرق الأوسط، والذي أشار إليه الصهيوني نتنياهو في الخرائط التي عرضها أثناء خطابه في هيئة الأمم المتحدة مرتين.

إن الحرب الحقيقية هي ضد الإسلام، وقد قال ذلك العديد من قادتهم، فهم ضد قيام أي دولة إسلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لأنهم يعلمون أن قيام دولة إسلامية يعني نهايتهم ونهاية الاستعمار الإمبريالي الفاشي العنصري الصهيوني في المنطقة، وتحرر الشعوب واستعادة ثرواتهم الاقتصادية.

الثروات الاقتصادية والمواقع الجغرافية والمنافذ البحرية العالمية هي الأهداف الرئيسية التي يسعى الغرب الصهيوني للسيطرة عليها، وقتل الشعوب التي تناهض أهدافهم، وتمزيق الدول والسيطرة عليها. إن سيطرتهم على المنافذ البحرية تمنحهم القوة لفرض ما يريدون على العديد من الدول التجارية.

هل يعجز مليار مسلم وأحرار العالم عن دعم الشعب الفلسطيني واللبناني ضد عبودية المرتزقة لخدمة العصابة الصهيونية العالمية؟ والمطالبة بالمقاطعة لبضائعهم، والمطالبة بإغلاق سفاراتهم الصهيونية التي دمرت الأوطان والشعوب؟