الرداد لـ"أخبار الأردن": حماس تنظر للتسوية على أنها خيانة لدماء السنوار وتضحياته... وهذه هي الشخصية الثانية التي استشهدت

خاص

علّق الخبير الأمني والعسكري الدكتور عمر الرداد على أنباء استشهاد رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس يحيى السنوار، قائلًا إن فحص الحمض النووي يثبت أنه قد تم تصفيته بالفعل، وأن الجثة تعود إليه. كما أفادت تقارير بأن العينة المأخوذة من الجثة قد أُرسلت إلى مختبرات في دولة أوروبية لم يُفصح عنها، ومن المتوقع أن يتم خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة البتّ في الأمر.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هناك معلومات تشير إلى تصفية أحد القادة الميدانيين لحركة حماس، ويُرجح، استنادًا إلى بعض التسريبات، أن هذه الشخصية قد تكون محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، إلا أن هويته الكاملة لا تزال غير مؤكدة حتى الآن، وكذلك تفاصيل العملية التي أودت بحياته.

وبيّن الرداد أن الرواية الإسرائيلية تفيد بأن عملية التصفية وقعت بالصدفة في منطقة السلطان بمحافظة رفح شرقي المدينة، حيث رُصد وجود ثلاثة مقاتلين فلسطينيين واشتبكت معهم وحدة خاصة إسرائيلية كانت في المنطقة. وقد تعرف أحد أفراد هذه الوحدة على وجه السنوار، ليؤكد أنه هو، ثم نُقلت الصور والمعلومات إلى الاستخبارات العسكرية التي رجحت أن الجثة تعود بالفعل للسنوار.

ولفت الانتباه إلى أن هذا السيناريو يطرح علامات استفهام كبيرة، إذ يبدو أن العملية لم تكن مبنية على معلومات استخباراتية دقيقة، بل جرت بالصدفة، ما قد يوحي بأن إسرائيل تحاول صياغة سردية جديدة لتغطية مصادر معلوماتها، أو لتبرير هذا النجاح المفترض بطريقة تبدو عفوية وغير مرتبة.

أما بخصوص السنوار، فمن المعروف أنه كان على علم بأنه مستهدف، وأن الأمر كان مسألة وقت ليس إلا، قد يمتد لأسابيع أو أشهر، وربما أكثر. وفي ظل الوضع الجغرافي الضيق والحصار المشدد على قطاع غزة، كان من المرجح أن تصل إليه إسرائيل عاجلًا أو آجلًا، إلا في حال تمكنه من مغادرة القطاع، وهو احتمال ضعيف نظرًا لشخصية السنوار التي يعرفها المقربون منه، وفقًا لما صرّح به الرداد لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وأشار إلى أنه كان قد عُرض على السنوار الخروج من غزة بسلام مقابل ضمان بقائه حيًا، بشرط التخلي عن المقاومة، إلا أنه رفض ذلك العرض بشكل قاطع.

وفيما يتعلق بتأثير غياب السنوار على سير العمليات العسكرية في غزة، أكد الرداد أنه من غير المرجح أن يؤثر غيابه بشكل كبير، فقد طورت المقاومة تكتيكًا يعتمد على "اللامركزية" في العمل الميداني، بحيث تكون كل كتيبة أو مجموعة قادرة على اتخاذ قرارات المواجهة بشكل مستقل عن القيادة المركزية، وهذا يعني أن فقدان السنوار لن يغيّر طبيعة الصراع المستمر بين المقاومة والجيش الإسرائيلي.

أما على صعيد المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، فمن المتوقع أن يشكل غياب السنوار عقبة جديدة، ورغم أن البعض قد يعتقد أن هذا سيؤدي إلى تسهيل تقديم التنازلات من قبل حماس، إلا أن غياب شخصية كبرى مثل السنوار سيجعل أي تنازل صعبًا، فالقادة في الداخل والخارج سيخشون أن يُنظر إلى أي تسوية على أنها خيانة لدماء السنوار وتضحياته، سواء من قبل الجسم التنظيمي لحماس أو من مقاتلي الحركة.