السبايلة لـ"أخبار الأردن": المستوى العسكري للمعارك لن يتغير باغتيال السنوار

 

خاص

قال الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، الدكتور عامر السبايلة، إن الأنباء المتداولة حول تصفية القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار، تمثل ضربة كبيرة للحركة على المستوى السياسي، رغم أن تأثيرها على الصعيد العسكري قد يكون أقل وضوحًا أو مباشرًا.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن تصفية السنوار لن تغير بالضرورة من المعادلة العسكرية بشكل جوهري في المدى القصير. فقد خفضت إسرائيل من مستوى الحرب التقليدية وانتقلت إلى عمليات استهداف دقيقة ومركزة. إلا أن التداعيات السياسية قد تكون أعمق وأطول مدى، متوقعًا أن تثير هذه التصفية أسئلة جوهرية داخل حماس حول من سيخلفه، وما القدرات القيادية والتنظيمية المتبقية داخل القطاع، خاصة مع تراجع نفوذ العديد من القيادات الداخلية بفعل التصعيد العسكري المستمر.

في هذا السياق، يمكن لإسرائيل أن تستغل هذا الوضع لتعزيز موقفها الدبلوماسي مع المجتمع الدولي، وبخاصة مع الولايات المتحدة. وقد تلجأ إلى تقديم بعض الإجراءات الإنسانية مثل فتح المعابر أو السماح بمرور مساعدات إغاثية، ما قد يخفف من الضغط الدولي عليها، بينما تواصل في الوقت نفسه ضرباتها المركزة على قادة الحركة وعناصرها العسكرية، وفقًا للسبايلة.

وبيّن أنه مع تصاعد الضغوط على البنية القيادية الداخلية لحماس، هناك احتمال قوي أن تشهد الحركة تحولات في موازين القيادة بين الداخل والخارج. وأحد أبرز السيناريوهات المحتملة هو انتقال القيادة السياسية مجددًا إلى الخارج، وربما إلى شخصيات مثل خالد مشعل، الذي يتمتع بثقل سياسي وتاريخي في الحركة. وهذا التحول قد يفتح الباب أمام حماس لإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أولوياتها في ظل الظروف الجديدة.

ورغم هذا التصور، فإن السؤال يبقى مفتوحًا حول مدى قدرة حماس على الصمود أمام هذا النوع من الضغوط المركبة، خاصة وأن الحركة تعتمد بشكل كبير على قدرتها على التحكم في زمام الأمور داخل غزة. والتصعيد الأخير، الذي أدى إلى إضعاف قدراتها العسكرية وضرب شبكتها القيادية، يضع حماس أمام تحديات غير مسبوقة، سواء من حيث إعادة بناء قدراتها أو الحفاظ على تماسكها السياسي.

وعلى ضوء هذه التطورات، أشار السبايلة إلى أن تصفية السنوار، رغم أنها ليست الأولى من نوعها في تاريخ الصراع بين إسرائيل وحماس، إلا أنها تأتي في لحظة حساسة للغاية. فالحركة اليوم تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية غير مسبوقة، وفي ظل هذا الوضع المعقد، فإن القيادة الجديدة، سواء من الداخل أو الخارج، ستواجه تحديات هائلة في إعادة توازن القوى وتنظيم صفوف المقاومة في مواجهة إسرائيل.