الدعجه يتحدث لـ"أخبار الأردن" عن دلالات التمارين العسكرية المتتالية للجيش

 

قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة إن المملكة الأردنية الهاشمية تشهد سلسلة من التدريبات العسكرية التي تجريها قواتها المسلحة في ظل وضع إقليمي مضطرب يتسم بتعدد التهديدات الأمنية على مختلف الأصعدة. فمن جهة، تتصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وسرعان ما امتدت هذه المواجهات إلى الحدود الشمالية مع لبنان، حيث يخوض حزب الله اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، يتفاقم التوتر بين إيران وإسرائيل على خلفية حرب الصواريخ والهجمات المتبادلة، فضلًا عن تدخلات الميليشيات الإيرانية والعراقية المتواجدة في سوريا، والحوثيين في اليمن الذين باتوا يهددون المنطقة بصواريخ بعيدة المدى.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن أهمية التدريبات العسكرية الأردنية تحمل رسالة واضحة تعكس استعداد المملكة للتعامل مع أي تهديدات قد تمس أمنها القومي، فالأردن يقع في موقع حساس، بين بؤر التوتر الكبرى في المنطقة، وهو ما يجعلها في قلب الأحداث الجارية والتحولات العنيفة في الإقليم، ومن هنا، فإن هذه التدريبات تمثل جزءًا من جهود المملكة للحفاظ على جاهزية قواتها المسلحة لمواجهة أي تداعيات محتملة للتصعيد الإقليمي.

وبيّن الدعجه أن الميليشيات المدعومة من إيران تعتبر على الحدود الشمالية مع سوريا تهديدًا مباشرًا لأمن الأردن، حيث قد تسهم هذه الميليشيات، التي تشمل قوات عراقية وإيرانية، في زعزعة استقرار المناطق الحدودية وفتح جبهة جديدة من الضغوط الأمنية على الأردن، إضافة إلى ذلك، فإن تورط هذه الميليشيات في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود الأردنية بات مصدر قلق متزايد للقيادة العسكرية، وهو ما يفسر أهمية تعزيز التدريبات لتأمين الحدود وإحكام السيطرة على الأنشطة غير القانونية.

أما على الجانب الآخر، فإن الصراع الدائر بين حزب الله وإسرائيل يشكل تهديدًا محتملًا للأردن، خصوصًا مع قرب الأحداث الجغرافية من حدوده الشمالية، وفي ظل احتمالية توسع نطاق الصراع أو تحوله إلى نزاع أوسع يشمل أطرافًا إقليمية أخرى، فإن الأردن يجد نفسه في موقف يستدعي الاستعداد الدائم، وتأتي هذه التدريبات العسكرية كجزء من استراتيجية الردع الأردني، حيث تسعى عمان إلى التأكيد على قدرتها في الدفاع عن نفسها والتصدي لأي تهديدات، سواء كانت داخلية أو خارجية، وفقًا لما صرّح به الدعجه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وأردف قائلًا إن الصراع بين إيران وإسرائيل يتصاعد بشكل ملحوظ، مع تزايد الهجمات الصاروخية المتبادلة. وعلى الرغم من أن الأردن يلتزم بالحياد في هذا الصراع، إلا أن تطوراته قد تعرض المملكة لتهديدات غير مباشرة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو لوجستية، لذلك، فإن الحفاظ على جاهزية القوات المسلحة الأردنية في هذا الوقت العصيب أمر ضروري لضمان الأمن والاستقرار.

ونوّه الدعجه إلى أنه لا يمكن إغفال الحرب على المخدرات التي تخوضها المملكة على عدة جبهات، سواء من خلال التصدي لعمليات التهريب القادمة من سوريا والعراق وإسرائيل في الآونة الأخيرة، ومن هنا، فإن التدريبات العسكرية تهدف إلى تعزيز قدرات القوات الأردنية في مواجهة هذه التهديدات غير التقليدية، إلى جانب الاستعداد لمواجهة التهديدات النظامية.