إشارات ملكية من المحافظة الهاشمية
الدكتور فتحي الخوالدة
قبل البدء يمكن القول: إن زمان ومكان الزيارة الملكية تحمل عمقا إشاريا دقيقا في التاريخ والجغرافيا، فالتاريخ أحداث إقليمية ملتهبة ، وظرف زمني دقيق ، وصلف يهودي منقطع النظير ، وشرق أوسط جديد يهدد الكينونة الإنسانية بأكملها ، والجغرافيا الطفيلة وجبالها وأهلها الخيرون أصحاب الشرف والمروءة ، وأبطال معركة حد الدقيق والكرامة.
هنا ... تقرأ الإشارات الملكية لتدرك أن عمقا فريدا في مقاومة أي طرح يمس الجغرافيا والتاريخ لهذا الوطن الكبير بقيادته وشعبه تجد قوة الرفض ، وعنفوان المقاومة ، تجد ريح العروبة والإسلام يشحذ الهمة ، ويعيدنا لتاريخ جميل يحفظ للامة كرامتها ، ولفلسطين قدسيتها ، وللبنان عروبته، فالجنوب الحاضر في تاريخ الأردن يروي قصص الأبطال الخالدين الذين رووا بدمائهم الزكية تراب وطنهم ، وتصدعت على صخرتهم الصلبة كل محاولات الصلف اليهودي وعنجهيته البغيضة .
اليوم نقرأ في الرسالة الملكية أهمية التكاتف ، واندفاعية الصمود ببناء اقتصادي واجتماعي في محافظة الطفيلة خصوصا والأردن عامة حيث الاستثمار، وتوفير فرص العمل ، وملاحقة جيوب الفقر ،ووضع الخطط وترجمتها على أرض الواقع من خلال الزيارات القادمة للحكومة بكل طواقمها ، مع إدراك أننا أمام مصادر كبيرة للاستثمار من شأنها دفع عجلة التقدم ، وخلق واقع جديد في بيئة استثمارية متنوعة المصادر.
كل هذا من شأنه أن يحفظ للوطن هيبته ، وللمواطن كرامته، فالأردن القوي هو نصرة لكل الباحثين عن النجاة من لهيب هذا الجنون الدموي على أرض فلسطين ولبنان لأنه حاضنتهم الرسمية والشعبية وقد كان هذا الهم حاضرا في الخطاب الهاشمي لأبناء الطفيلة حيث الخطاب السياسي الذي ينادي بإنهاء هذه الحرب الغاشمة ، وتقديم الدعم بكل صوره لأهلنا في غزة ولبنان .
بقي أن نقول : إننا مسؤولون أمام الله عن كل فساد قد يصنعه مسؤول، أو يقترفه مواطن ، وعن كل بطء يؤخر المسيرة ويقلل من الإنجاز ، فالوطن مسؤوليتنا جميعا ، والذود عن حياضه فعل مقدس فكلنا على ثغرة.