جبهتان بلا ضوابط... والثالثة قيد الترويض!
مسار القتال على جبهة غزة وجبهة لبنان، يتسم بانعدام الضوابط، حيث كل مكان وإنسان عرضةٌ للقتل والتدمير.
حتى الجهود الجديّة أو المظهرية لوقف إطلاق النار عليهما، لا تُبذل سوى بالتصريحات الداعية إلى الاقتصاد في القتل والتدمير.
جبهة غزة تتواصل بشراسة متصاعدة مع تطوير للأهداف وأساسها تنفيذ خطة "الجنرالات"، وجبهة لبنان لم تعد مقتصرة على الجنوب والضاحية، حيث معظم المناطق اللبنانية صار هدفاً قابلاً للاتساع بما في ذلك بيروت.
أمّا الجبهة الثالثة المفترض أنها الأهم والأكبر والأكثر إلحاحية وفق أدبيات نتنياهو، وهي الجبهة الإيرانية، فهي الجبهة التي يجري ترويضها مسبقاً عبر التفاوض متعدد الأطراف، الذي يهدف إلى إبقائها كما كانت على مدى اندلاع حربي غزة ولبنان، تحت الأسقف المتفق عليها، ضمن نطاق الرد المحدود والرد المحدود المقابل، ويبدو أن تقدماً حدث في هذا الشأن بحيث تكون الضربة الإسرائيلية – منزوعة الدسم – والرد الإيراني عليها سيكون أقل بكثير مما هو مفترض.
القيود مرفوعة عن جبهة غزة ولبنان، حيث يتواصل القتل والتدمير بلا ضوابط، أمّا إيران ووفق نظرية الترويض المسبق، فقد تم تحييد ما كان محيداً أصلاً وهو المنشآت النووية، كما تم تحييد النفط. وما هو غير ذلك فالمساومات ما تزال جارية على حجمه ومستواه، وفي الزمن الأمريكي حيث الإنسان أرخص من النفط فسوف نرى العجب.
رأي مسار