الحنيطي لـ"أخبار الأردن": أطراف الصراع تسابق الزمن لتجنب مواجهة إقليمية شاملة
قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أيمن الحنيطي إن المنطقة تشهد حاليًا حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا مكثفًا، حيث تعمل جميع الأطراف، سواء في العلن أو في الخفاء، على محاولة التوصل إلى تسوية شاملة تضمن مصالح الولايات المتحدة، إسرائيل، وإيران في الشرق الأوسط.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه التحركات تأتي في سياق الجهود الرامية لتجنب صراع إقليمي قد يتطور بسرعة إلى مواجهة عالمية، فالأوضاع الراهنة، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وكذلك العلاقة المعقدة بين طهران وتل أبيب، تجعل أي تصعيد عسكري كارثيًا على جميع الأطراف، لذلك هناك رغبة حقيقية في التوصل إلى حل سياسي يجنب المنطقة مزيدًا من الفوضى.
وفي هذا السياق، بيّن الحنيطي أن لبنان يعتبر ساحة رئيسية لهذه التحركات، حيث يُنظر إلى حل الأزمة السياسية اللبنانية على أنه مفتاح لاستقرار جبهة الجنوب اللبناني التي تتصل بشكل مباشر مع غزة، مضيفًا أن هناك جهودًا تُبذل للتوصل إلى صفقة سياسية شاملة قد تشمل ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وذلك ضمن إطار دمج الحركة الفلسطينية في تسوية سياسية أكبر، وهذا السيناريو، إن تحقق، قد يؤدي إلى تهدئة الأوضاع في غزة وفتح الباب أمام تفاهمات أوسع في المنطقة.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة الرئيس جو بايدن، تسعى إلى وضع "رزمة واحدة" من الحلول الدبلوماسية، تهدف إلى إخماد جميع الجبهات التي فتحت مؤخرًا ضد إسرائيل، لا سيما من قبل إيران وحلفائها في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الرزمة قد تتضمن تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وطهران حول العديد من الملفات الشائكة، وذلك في محاولة لخلق حالة من الاستقرار الإقليمي، وتشمل هذه التفاهمات، الحد من النفوذ الإيراني في بعض المناطق الحساسة مثل لبنان وسوريا، مقابل ضمانات دولية بتخفيف الضغوط الاقتصادية على طهران.
وقال الحنيطي إن الجميع الآن يواجهون سباقًا مع الزمن، حيث إن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يقترب، والمخاوف من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب تلقي بظلالها على الأجواء السياسية، ما قد يعيد خلط الأوراق في المنطقة، خاصة مع موقفه الصارم تجاه إيران، ودعمه المطلق لنتنياهو وصفقة القرن، التي كانت تهدف إلى إعادة رسم خارطة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولفت إلى أن التصعيد الميداني والعسكري قد يكون حتميًا في الفترة القادمة، فإسرائيل، التي تواجه تحديات أمنية متزايدة على عدة جبهات، قد تجد نفسها مضطرة للرد على أي تهديدات قادمة من إيران أو وكلائها في المنطقة. وإذا حدث ذلك، فإن دوامة الردود العسكرية قد تبدأ، الأمر الذي قد يجر المنطقة إلى حافة مواجهة شاملة، قبل أن تضطر الأطراف إلى الجلوس مجددًا على طاولة المفاوضات بحثًا عن حل سياسي دائم.
في النهاية، الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة الراهنة، لكنه يؤكد أن الوصول إلى هذا الحل يعتمد على مدى قدرة الأطراف على التنازل وتقديم ضمانات متبادلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، الأيام المقبلة ستكون حاسمة، وقد تشهد مزيدًا من التصعيد، لكن النتيجة النهائية ستكون، على الأرجح، الوصول إلى تسوية سياسية تضمن مصالح الجميع وتجنيب المنطقة خطر الانفجار، وفقًا للحنيطي.