الرد العسكري الإسرائيلي المتوقع على إيران

 

د. راكز الزعارير

من المتوقع ان الرد العسكري الإسرائيلي اصبح وشيكا على ايران بعد كل هذا الوقت البحثي داخل مطبخ قرار الامن القومي في إسرائيل من جهة، ومع الولايات المتحدة والحلفاء من جهة اخرى، عملية هجومية غير تقليدية أقرب إلى توصيفها بانها ستكون عملية هجينة، تجمع بين الهجمات الالكترونيه السيبرانية الحديثة والذكاء الاصطناعي وعمليات التوجيه الذكي من خلال الطائرات والصواريخ والتركيز على مهاجمة محورين رئيسيين في ايران حسب التقييمات والقراءات الاستراتيجية والاستخباراتية الحديثة وهما:

الاول: الاهداف العسكرية وتعطيل وعطب معظم أنظمة المرافق العسكرية والامنية واجهزة الاستخبارات والحرس الثوري الايراني واجهزة التحكم بالطائرات والصواريخ والطائرات المسيرة والصناعات العسكرية مع التركيز على المفاعلات النووية ووسائل الاتصال الخاصة بين قيادات الدولة والمرجع الديني في قم آية الله علي خامئني ورئاسة الجمهورية والقيادات العسكرية.

الثاني: الاهداف الحيوية وهى التى تعنى بمسيرة الحياة اليومية للشعب الايراني واهم المستهدف منها قطاع النفط والطاقة والكهرباء وموانئ التصدير ومحطات ووسائل النقل البرية والجوية والبحرية وسكك الحديد.

في المحور الاول من المرجح القيام بهجمات الكترونية معقدة وغير مسبوقة موجهة على اجهزة التحكم العسكرية وتعطيلها لتحقيق هزيمة معنوية كبيرة للحرس الثوري والجيش واثارة احتجاجات وخلافات داخل الجيش والحرس بهدف خروج الجيش على السلطة الحاكمة وتأجيج الوضع التنظيمي داخل المؤسسات والهيئات العسكرية واثارة التمرد على النظام وخلق حالة عدم ثقة بجاهزية ومقدرة الجيش والحرس الثوري على مواجهة الآلة العسكرية الاسرائيلية ذات التفوق التسليحي والتكنولوجيا العسكرية المطورة والمحدثة على اعلى المستويات، وبالتالي محاولةً إسرائيل الوصول إلى حالة هزيمة نفسية ومعنوية للمؤسسات العسكرية الإيرانية وكشف عجزها ومستواها امام الرأي العام الإيراني والعالمي.

اما المرافق الحيوية التي من المرجح ان تكون مستهدفة بالعمليات فهى المرافق التى يتأثر بها كافة فئات المجتمع والهدف منها حرمان المواطنين الإيرانيين من تلك الخدمات المشار إليها واثارة الشارع والمظاهرات والاحتجاجات ضد النظام الإيراني من قبل المجتمع ومؤسساته المدنية بشكل عام واضعاف النظام إلى ادنى مستوى امام الإيرانيين.

كما انه من المتوقع ان تتجنب الهجمات قدر الإمكان وقوع اي ضحايا من المدنيين والتركيز سيكون على إتلاف ممنهج وفعال لكل الأنظمة الالكترونية والعسكرية.

في الوقت نفسه من المتوقع أن يوازي هذه الهجمات الذكية هجمات عسكرية تقليدية اخري ستنفذ من ثلاثة اتجاهات هي:

الطائرات العسكرية المتطورة لقصف اهداف محددة ومنتقاة بشكل دقيق.

الصواريخ البالستية الموجهة.

الأسلحة الصاروخية من السفن العسكرية الاسرائيلية او الصديقة المنتشرة في الأماكن الاستراتيجية في الاقليم.

أسلوب الهجوم الهجين المتوقع على ايران ونتائجه ستكون على غير أسلوب ونتائج الحروب او الهجمات العسكرية التقليدية.