السبايلة يتحدث لـ"أخبار الأردن" عن الدلالات التي تحملها ضربة حزب الله

 

قال الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة، إن الهجوم الأخير الذي نفذه حزب الله يأتي في إطار استراتيجيته الرامية إلى رفع كلفة الحرب على إسرائيل، عبر نقل الأزمة الأمنية من ساحات المواجهة التقليدية إلى الداخل الإسرائيلي نفسه.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن حزب الله يسعى من خلال هذه العمليات إلى ضرب أهداف ذات أهمية حيوية بالنسبة لإسرائيل؛ لإرباك منظومتها الأمنية، والمضاعفة من ضغوطها الداخلية.

وبيّن السبايلة أن هذه العملية تهدف إلى إعادة رسم معادلة الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فالأخير يدرك تمامًا أنه لا يمكنه الاستمرار في وضعية الدفاع والانتظار في ظل تقدم مستمر من الجانب الإسرائيلي، لذا يسعى إلى تصعيد المواجهة عبر استهداف الداخل الإسرائيلي بشكل مباشر، مضيفًا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى قلب موازين المعركة وإظهار أن حزب الله قادر على نقل العمليات إلى العمق الإسرائيلي، ما يضعف من هيبة الردع الإسرائيلية.

وأكد السبايلة أن نجاح هذه العملية يعدُّ بلا شك إنجازًا لحزب الله، لكنه، لن يحقق الأهداف الاستراتيجية الكاملة له إذا لم تكن هناك عمليات أخرى متراكمة ومستمرة، مضيفًا أنه بحاجة إلى إثبات قدرته على مواصلة هذا النوع من العمليات وتكرارها بشكل يحقق تأثيرًا أكبر على المستوى الميداني والنفسي.

من الجانب الإسرائيلي، توقع السبايلة أن يكون الرد عنيفًا وحاسمًا، فإسرائيل تعتبر مثل هذه العمليات خطرًا كبيرًا، خاصة أنها تكشف عن ثغرات خطيرة في منظومتها الدفاعية، لا سيما فيما يتعلق بالتهديدات الجوية واستهداف تجمعات الجنود.

وأشار السبايلة إلى أن نجاح حزب الله في تنفيذ مثل هذه العمليات يمثل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا لإسرائيل، إلا أن قدرة الحزب على مواصلة هذه العمليات بشكل منتظم ومستمر هو ما سيحدد مدى تأثيرها الحقيقي على المدى الطويل في معادلة الصراع الدائم بين الطرفين.