المغاربة لـ"أخبار الأردن": إسرائيل فقدت أوراق القوة في صراعها مع إيران

 

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن الغارات الجوية الإسرائيلية الحالية، سواء تلك التي تستهدف قطاع غزة أو الضربات غير المركزة على مناطق متفرقة في لبنان، تعكس حالة من التخبط وفقدان السيطرة على مجريات الأمور.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه العمليات تبدو بعيدة كل البعد عن التخطيط العسكري المنظم، وتفتقر إلى التكامل والتنسيق مع أهداف ميدانية واضحة، مضيفًا أن هذا السلوك العشوائي يطرح تساؤلات حول مدى فعالية الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، وبشكلٍ خاص في ظل التغيرات الكبيرة التي طرأت على ساحة الصراع.

وفقًا للمغاربة، فإن اكتشاف إيران للشخص المسؤول عن شبكات التجسس الإسرائيلية واعتقاله شكّل نقطة تحول استراتيجية كبيرة، فهو كان قد أبطل المخططات الاستخباراتية الإسرائيلية، وأعطى إيران زمام المبادرة في الصراع الحالي، ما يعني فشل العديد من الخطط الإسرائيلية وحلفائها، الهادفة إلى تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية الكبرى، ربما بهدف القضاء على النفوذ الإيراني في المنطقة.

وبيّن أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، قد تحولت إلى نوع من الفوضى والارتباك، فاستهداف مواقع مدنية، ومراكز تجارية، وحتى مساكن، بالاعتماد على التكهنات، يشير إلى أن إسرائيل لم تعد تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة كما كانت تفعل في السابق، مشيرًا إلى أن الغارات الحالية تعتمد بشكل أساسي على الاستطلاع الجوي والمراقبة الميدانية من الجو، وليس على معلومات أمنية ذات مصداقية عالية، ما يعكس فقدان إسرائيل لمصادر استخباراتية موثوقة كانت تعتمد عليها في توجيه ضرباتها.

ولفت المغاربة الانتباه إلى أن تقلص "بنك الأهداف" الإسرائيلي يُعدّ أحد أبرز الدلائل على أن قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على جمع المعلومات الدقيقة أصبحت محدودة، وحزب الله قام بتنفيذ سلسلة من الإجراءات المضادة الفعالة، من بينها إخلاء وتغيير المواقع الاستراتيجية، وتعديل السلوك الميداني للأهداف المحتملة، ما جعل من الصعب على إسرائيل تحديد وضرب أهداف ذات قيمة عسكرية.

وذكر أن ما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لإسرائيل هو تَمَكُّن حزب الله إلى حد كبير من تحييد الخروقات الأمنية التي كانت تعتمد عليها إسرائيل في تنفيذ ضرباتها. وبالتزامن مع ذلك، اختفت العديد من المصادر الاستخباراتية التي كانت تغذي الخطط العملياتية الإسرائيلية على مراحل مختلفة من الحرب، الأمر الذي جعل من إسرائيل بلا أدوات لازمة لتوجيه ضربات دقيقة ومؤثرة.

وأكد المغاربة أن تأثير هذا التخبط الإسرائيلي لا يقف عند حدود لبنان فقط، بل يمتد ليشمل إيران، التي تعتبر الهدف النهائي والأهم في المخططات الإسرائيلية، فالأخيرة بما حققته من نجاحات استخباراتية واختراقات في شبكات التجسس الإسرائيلية، أصبحت اليوم تمتلك قدرة أكبر على المناورة وإدارة الصراع، ما يجعل من الصعب على إسرائيل وحلفائها تحقيق أهدافهم المعلنة في تصفية النفوذ الإيراني في المنطقة.