الرداد لـ"أخبار الأردن": تيارات فكرية في جامعات أردنية تؤثر في عقول الطلبة

 

قال الخبير الأمنيّ والعسكريّ الدكتور عمر الرداد، إن مغادرة مُنظِّر الجهاد العالمي الدكتور عبد الله عزام الأردن وتوجهه للجهاد في أفغانستان، لا تعني أن تأثيره ذهب معه، بل إن هناك قاعدة جماهيرية تنتمي له، وراسخة في العديد من الجامعات الأردنية.

وأوضح الرداد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن أتباع عزام شكّلوا تيارًا فكريًا يمتد إلى يومنا هذا، مضيفًا أن ما يحدث في بعض الجامعات الأردنية لا يقتصر على ردود الأفعال إزاء الأحداث الراهنة، بل يحتاج إلى دراسة معمقة تتجاوز الظروف الآنية، لتشمل مراحل ما قبل هذه الأحداث وما بعدها.

وبيّن أن هؤلاء الأتباع، الذين كانوا طلبة في يومٍ ما، أصبحوا اليوم جزءًا لا يتجزأ من الهيئات التدريسية في بعض الجامعات الأردنية، ولا يقتصر وجودهم على كليات الشريعة أو العلوم الدينية، فهم يتواجدون في العديد من الكليات والأقسام المختلفة، مؤثرين في عقول الأجيال الصاعدة.

ونوّه الرداد إلى أن هذا الامتداد الفكري يحتاج إلى بحث معمق وتحليل دقيق، لرصد جذوره وتطوره، وحتى نفهم كيف أصبح هذا الفكر جزءًا من النسيج الأكاديمي في عدد من الجامعات الأردنية، مشيرًا إلى أن فهم طبيعة هذا التأثير وأبعاده المستقبلية يتطلب النظر إلى ما هو أبعد من العناوين الإخبارية والظروف الراهنة، وصولًا إلى دراسة تستكشف كيف يمكن لهذا التيار أن يؤثر في الجيل القادم وفي مستقبل الحياة الفكرية والثقافية في الأردن.

وتابع قائلًا إنه في ظل التحولات الجيوسياسية والدينية المعقدة التي تشهدها المنطقة، لا بد من إعادة النظر في هذه القضايا بأسلوب موضوعي وعلمي، يأخذ في الحسبان تأثير مثل هذه الأيديولوجيات على المجتمع ككل، وعلى مؤسساته التعليمية بشكل خاص، فمستقبل الأردن لا يعتمد فقط على مواجهة التحديات الخارجية، وإنما على فهم وتحليل التيارات الفكرية الداخلية التي قد تشكل مسار التطورات المقبلة.