أبو زيد: المقاومة في غزة عادت تقاتل كما لو كانت في اليوم الأول

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لتطورات الأحداث في غزة وجنوب لبنان إن المقاومة في غزة عادت تقاتل كما كانت تقاتل في اليوم الأول للعملية العسكرية، مع اختلاف في شكل تكتيك المقاومة الذي يركز على عدم الاشتباك المباشر والحاسم مع قوات الفرقة المدرعة 162، التي تحاول التوغل باتجاه جباليا، ومحور آخر من طريق الرشيد إلى شمال غزة. الأمر الذي يشير إلى إصرار الاحتلال على تنفيذ خطة الجنرالات بالقوة.

وأشار أبو زيد إلى أن المنطقة التي يقاتل فيها الاحتلال في شمال غزة أُعلن أكثر من مرة أنها قُضيَ على المقاومة فيها، مما يؤكد أن هذا النوع من العمليات ينجح في إعادة إنتاج نفسها كل مرة في المناطق التي ينسحب منها الاحتلال.

وحول ما يجري في جنوب لبنان، أشار أبو زيد إلى أن الحديث عن فك ارتباط حزب الله عن مصير وقف إطلاق النار في غزة هو دعاية إعلامية يتم تداولها استناداً إلى عدم إشارة نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم في خطابه الأخير أمس إلى الارتباط بين غزة وحزب الله. وهذه الإشارة، التي لم ترد في خطاب نعيم قاسم، ليست بالضرورة قرارًا من الحزب. إلا أن الإعلام العبري تلقفها وبدأ يروج لها في محاولة لإظهار أنه حقق إنجازًا بتفكيك الجبهات. ومن ناحية أخرى، فإن الضربات أثرت على حزب الله ودفعته إلى الظهور بمظهر الضعيف. وأشار أبو زيد إلى أن حزب الله لن يقبل بأي حال من الأحوال أن يخرج بمعادلة صفرية من كل ما يجري، على الأقل أمام الحالة السياسية اللبنانية الداخلية.

ميدانيًا، لفت أبو زيد إلى أن حزب الله لا يزال يمنع أي تقدم لقوات الاحتلال على المحاور، محور الوزاني المطل على كفر كلا، ومحور مارون الرأس.

وأضاف أبو زيد أن ما ظهر في المقطع الذي روجه الاحتلال حول رفع العلم الإسرائيلي في مارون الرأس عليه ملاحظات، حيث إن التل الذي تواجد عليه جنود الاحتلال لا يبعد أكثر من 200 متر، وهي تلة تتواجد فيها قوات اليونيفيل الدولية، وهذا ما يفسر ما تحدث عنه حزب الله بأن إسرائيل تعمد إلى استخدام نقاط القوات الدولية (اليونيفيل) من أجل الاحتماء بها.

وأشار أبو زيد إلى أن عدد القوات التي تقاتل في جنوب لبنان وصل إلى 4 فرق عسكرية، ويبدو أن الاحتلال يريد من خلال قناله في جنوب لبنان الوصول إلى بنت جبيل شمال مارون الرأس ومرجعيون شمال كفركلا.

كما أشار أبو زيد إلى أن مؤشرات الرد الإسرائيلي على إيران ترتفع، حيث إن اتصال نتنياهو مع بايدن اليوم الأربعاء قد يحدد الشكل النهائي للرد، في ظل الخلافات الإسرائيلية الأمريكية حول حجم الرد وليس حول الرد نفسه.