القهوة تعد من أكثر المشروبات المنبهة استهلاكًا حول العالم، ويعود هذا جزئيًا إلى مادة الكافيين التي تعتبر أحد المنبهات الرئيسية في حبوب القهوة. ومع ذلك، الكافيين ليس المكون الوحيد. عند تناول القهوة، يتم امتصاص الكافيين في الدم خلال 15 دقيقة، ويصل إلى ذروته بعد حوالي 45 دقيقة، ويستمر تأثيره لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات قبل أن يبدأ في التلاشي تدريجيًا.

ما هو الكافيين؟

الكافيين هو مركب ينتمي إلى مجموعة methylxanthines، وهو يعمل على تقليل تأثير الأدينوسين المثبط للجهاز العصبي المركزي. هذا يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات مثل الدوبامين، الأدرينالين، والكورتيزول في الجسم، مما يفسر تأثيراته المتعددة. لا تقتصر مصادر الكافيين على القهوة فقط، بل يوجد أيضًا في بعض المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، الشوكولاتة، والنسكافيه.

تأثير الكافيين على الجسم

تناول الكافيين يؤدي إلى مجموعة من التأثيرات الفسيولوجية، منها:

زيادة معدل ضربات القلب، وأحيانًا عدم انتظامها.

زيادة قوة انقباض عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم.

زيادة إفراز الأحماض في المعدة وإدرار البول.

حدوث رعشة خفيفة في اليدين، خاصة عند الأشخاص غير المعتادين على شرب القهوة.

ارتفاع مستويات هرمونات الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة اليقظة.

زيادة مستويات الكوليسترول الضار.

عند تجاوز استهلاك الكافيين حاجز الـ 300 ملغ يوميًا، قد يعاني الشخص من صداع، غثيان، توتر، وسرعة في الانفعال، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم. أما الأعراض الانسحابية للكافيين، فتبدأ بعد 24 ساعة من التوقف عن تناوله، وتبلغ ذروتها في غضون 48 ساعة، وقد تستمر لفترة تتراوح بين يومين إلى تسعة أيام، وتتمثل في صداع، خمول، وقلة التركيز.

فوائد القهوة المحتملة

رغم بعض الأضرار المرتبطة بالإفراط في تناول القهوة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن لها بعض الفوائد الصحية، ومنها:

تقليل خطر الوفاة: دراسة نُشرت عام 2012 أظهرت أن شرب ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الوفاة لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والضغط والسكري، سواء كانت القهوة تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين.

حماية الجهاز التناسلي لدى النساء: دراسة نُشرت في مجلة علم الأوبئة السرطاني وجدت أن النساء اللواتي يتناولن أربعة فناجين أو أكثر من القهوة يوميًا أقل عرضة بنسبة 25% للإصابة بسرطان بطانة الرحم.

حماية الدماغ: أظهرت دراسة أجريت عام 2009 أن شرب القهوة قد يساعد في مقاومة تقدم الخرف لدى المصابين بمرض الزهايمر.
حماية البشرة من السرطان: بعض الدراسات تشير إلى أن الكافيين الموجود في القهوة قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية.

خلاصة القول

تعتبر القهوة من المشروبات المنبهة الأكثر شيوعًا، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى مشاكل صحية، خصوصًا على مستوى القلب وضغط الدم. ومع ذلك، لم تثبت الدراسات ضررًا للقهوة عند تناولها بكميات معتدلة، حتى بالنسبة لمرضى القلب الذين يمكنهم استهلاكها بعد التعافي من الجلطات القلبية.

د. عمرو سعيد رشيد - أخصائي أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية