أيمن الصفدي هو أفضل وزير خارجية مر في تاريخ بلدنا

أحمد أبو خليل 

بضع كلمات في بالي منذ فترة، لكنها تلح علي اليوم.

أظن أن أيمن الصفدي هو أفضل وزير خارجية مر في تاريخ بلدنا. واعتمد في هذا الرأي على ما شاهدته خلال عمري وعلى ما طالعته في التاريخ.

الملاحظة الأهم بالنسبة للوزير الصفدي بالذات، هي مقدرته على تجاوز مواقفه السياسية الخاصة به باتجاه تمثيل موقف الدولة والموقف الوطني وبطريقة احترافية.

هذا إضافة إلى الحضور المحترم والشجاع أمام نظرائه أيا كانوا، والانفعال الصادق والذهن المتقد الجاهز لأي سؤال بلا تردد، ومن دون الاعتماد على العبارات المكررة التقليدية تلافيا للمواقف المحرجة، كما تعودنا. 

في قضايا السياسة الخارجية على المستوى العربي، جرت العادة أن تتجه العيون إلى ما نسميه "العواصم الكبيرة": القاهرة ودمشق والرياض وبغداد والجزائر وغيرها. لقد تمكن وزيرنا من ملء جزء كبير من الفراغ.

يبقى ما هو غير مفهوم ولا أعرف إن كان مقصودا أو مفيدا أو ضروريا... وهو عدم التناغم بين الخطاب الخارجي مع الخطاب الداخلي. أعرف أنه في الأردن يوجد فصل نسبي لكنه ملحوظ، بين إدارة الشأن الخارجي والشأن الداخلي. لكن ربما يلزم الآن قدر من الانتباه إلى ضرورة "تثقيف" الناطقين الرسميين وغير الرسميين بمحتوى السياسة الخارجية، أقصد عمق السياسة الخارجية وحساسياتها الخاصة، وضرورة الانسجام بين المستويين. 

اليوم بمقدور الخطاب الداخلي أن يستند ويستفيد من الخطاب الخارجي. وإذا كان وزير الخارجية تمكن من تجاوز مواقفه الشخصية والتعبير عن موقف الدولة، فإن المكلفين بإعداد الخطاب الداخلي عليهم أن يتمرنوا على الأمر ذاته، أي أن يعبروا عن موقف الدولة والموقف الوطني.

بكل الأحوال، أود هنا توجيه تحية للوزير أيمن الصفدي.