الاردنيون ليسوا شعبا رخيصا وسخيفا
فارس الحباشنة
كل بخور ومعقمات ومطهرات العرب لا تقوى على غسل هاتين اليدين.
نعم، انا مع إقالة ورحيل وزير الزراعة إن سمح لتصدير خضروات وبندورة إلى دولة الاحتلال.
التطبيع الزراعي والاقتصادي والتجاري مع دولة الاحتلال أخطر من اسلحة وصواريخ وقذائف اسرائيل على غزة ولبنان والضفة الغربية.
للأسف من صباح اليوم، وانا اشعر بالخجل، هل معقول ان هؤلاء اردنيين، وانهم يشاركوننا الحياة والتراب والوجود، ويطالبون بصوت عال، ودون حياء بفتح باب تصدير الخضروات الى دولة الاحتلال؟! ويخوضون معركة، ويهددون بالاعتصام المفتوح، ويرفعون شعارات تطالب برحيل وزير الزراعة. وقبل ايام اعتصموا صامتين امام وزارة الزراعة.
للأسف الاعلام وقف متواطئا وصامتا ومنصاعا وغوغائيا، ويترجح بين بروبغاندا وعمى وطني، وبلاهة، وكي بالوعي.
وفيما، البعض، وهم "قلة قليلة" انحازوا الى مهنيتهم وضمائرهم، واجبهم الاعلامي الوطني. ومارسوا دورا في التدقيق والمساءلة، والمكاشفة واحترام عقول الناس، وقواعد حرية النشر والاحتجاج والاعتصام المطلبي.
هل ستنهار مناعة الاردن السياسية والامنية والاجتماعية والثقافية امام تطبيع زراعي وتجاري يوازي في خطورته حرب الابادة على غزة ولبنان والضفة الغربية؟
اختيار سماسرة وتجار الحرب والتطبيع ليوم 7 اكتوبر لتنفيذ اعتصامهم ورفع الاصوات الضاغطة والمطالبة في رحيل وزير الزراعة وفتح باب تصدير الخضروات الى اسرائيل بحد ذاته، رسالة ملغومة، ورسالة لاستحقار الاردنيين، ورسالة لاستحقار رمزية وقدسية يوم نضالي وتحريري فلسطيني وعربي.
يوم 7 اكتوبر سيبقى خالدا في الاذهان بصفته يوم نضالي وثوري لبداية المقاومة من اجل تحرير الارض والانسان.
ولا يوم اسود وحقير وكريه ومنبوذ للاعتصام من أجل تصدير خضروات وبندورة الى دولة الاحتلال.
معركة تصدير البندورة ليست عفوية ولا بريئة، وليست زراعية بحتة.
انها ضمن حملة ابواق متعصبة تروج لتزوير الحقائق، وتروج ل"خطاب الاحباط والانبطاح"، وشتم وشيطنة المقاومة ومشروعها التحرري، والدفاع عن خيار السلام والتسوية والاستسلام، وقوة الجيش الاسرائيلي.
الاردنيون ليسوا شعبا رخصيا.. ووجدان وكرامة الاردنيين لا تسمح ان يسكتوا عن جرائم التطبيع مع دولة الاحتلال.. ولا ما ينشط من حراك ضد المقاومة ويعرض أمن الاردن إلى الخطر، ويهدد صمود وثبات وتماسك الجبهة الاردنية الوطنية.