"الأزمة الإنسانية في غزة وغياب الحلول السياسية وتحديات المجتمع الدولي"

 

كتب عبدالرحمن خلدون شديفات

في السابع من أكتوبر، تشرق شمس جديدة على غزة، لكن ظلال الحزن لا تزال تغيم على سماء هذه الأرض التي عانت من ويلات الحروب والاحتلال.

عام كامل مرّ منذ أن أظهر أبطال غزة شجاعة لا تُضاهى، وكشفوا للعالم حقيقة معاناتهم وصمودهم. تساءل الجميع: أين الديمقراطية؟ أين القوة الدولية التي تُعنى بحقوق الإنسان؟ وأين صوت الناس الذين يتوقون إلى السلام؟
على أرض غزة، تبدو الشوارع كأنها تحكي قصص الألم والفقد. في كل زاوية، تجد آثار الدمار، وفي كل بيت، تُروى حكايات الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن، والأطفال الذين حُرموا من طفولتهم. لقد مرّت سنة كاملة من العذاب، عانت فيها غزة العزة من زعزعة استقرارها، لكن روحها لم تنكسر.
تتجلى معاناة أهل غزة في تفاصيل حياتهم اليومية. فبينما يسعى العالم إلى تحقيق الاستقرار في مناطق أخرى، لا تزال غزة تعاني من الحصار والحرمان. الكهرباء تنقطع لساعات طويلة، والمياه الصالحة للشرب أصبحت حلماً بعيد المنال. ومع ذلك، يظل الشعب الفلسطيني متمسكاً بأمل العودة والحرية.
في ظل هذا الواقع الأليم، يبرز صمود الفلسطينيين كرمز للقوة والعزيمة. إنهم يواجهون التحديات بقلوب مليئة بالأمل، ويصرون على أن تكون أصواتهم مسموعة. إنهم يكتبون تاريخهم بأحرف من دم، ويُظهرون للعالم أن الحق لا يموت.
اليوم، ونحن نستذكر الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ في غزة، يجب علينا أن نتذكر أن خلف كل رقم في الإحصائيات، هناك إنسان له قصة وحلم. علينا أن نرفع أصواتنا ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية الإنسانية.
غزة ليست مجرد نقطة على الخريطة؛ إنها رمز للصمود والمقاومة. ولأنها كذلك، ستبقى في قلوبنا وعقولنا، حتى يتحقق حلم السلام والحرية.