الرداد لـ"أخبار الأردن": رد إسرائيل سيتزامن مع ذكرى السابع من أكتوبر

خاص

علّق الخبير الأمني والعسكري الدكتور عمر الرداد على قرار منظمة الطيران المدني الإيراني بإلغاء جميع الرحلات الجوية في البلاد، بقوله إن القرار يرتبط بشكل وثيق بتقديرات الموقف لدى السلطات الإيرانية، بناءً على احتمال تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ردًا على الصواريخ التي استهدفتها قبل يومين.

وأضاف في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الرد الإسرائيلي المحتمل قد يأتي في توقيت حساس، يتزامن مع ذكرى السابع من أكتوبر، وهو تاريخ يتداول على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة، سواء الإسرائيلية أو الغربية، بما في ذلك أبرز الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية التي أكدت جميعها أن هذه الضربة ستكون مرتبطة بهذا التاريخ الرمزي.

وبيّن الرداد أنه من غير المستبعد أن تأتي الضربة قبل أو بعد هذا التاريخ، لكنها على الأرجح ستحدث خلال الأيام المحيطة بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، والتي تلقي إسرائيل بالمسؤولية المباشرة عنها على إيران، بالرغم من أن تنفيذها جاء من قبل حركة حماس.

وأشار إلى أن التحليل العام للوضع الحالي يُظهر كيف أن الحرب قد توسعت بشكل ملحوظ، مما يعكس التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي الذي يبدو أنه يتفوق على ما تملكه إيران من قدرات في هذا الجانب.

وذكر الرداد أنه من غير المرجح أن تكون لدى إيران معلومات دقيقة حول التوقيت الإسرائيلي للضربة، إلا إذا تم تمرير رسائل إلى الجانب الإيراني عبر طرف ثالث تشير إلى توقيت الضربة المتوقعة. وإلا، فإن الاعتماد الرئيسي لإيران قد يكون على ما يتم تسريبه عبر وسائل الإعلام. وفي هذا السياق، يمكن فهم قرار وقف حركة الطيران في إيران على أنه خطوة احترازية تندرج ضمن هذه التقديرات الأمنية.

أما السيناريو الأكثر ترجيحًا في الأيام أو الأسابيع المقبلة، فهو أننا سنشهد تكرارًا لسلسلة من التسريبات المتعمدة حول توقيت الضربة الإسرائيلية، بهدف خلق حالة من الإرباك والتشتيت لدى الدفاعات الإيرانية. مضيفًا أن هذه التسريبات قد تُثبت في بعض الأحيان أن الضربة ستتم في وقت معين، ليتم نفيها في أوقات أخرى، ما يؤدي إلى حالة من الإنهاك لدى الإيرانيين الذين سيجدون أنفسهم في حالة استعداد دائم.

وقال الرداد إن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية تستهدف بشكل مباشر استنزاف الجاهزية الدفاعية لدى إيران، وزرع الشكوك حول اللحظة التي ستتم فيها الضربة، الأمر الذي سيجعل النظام الإيراني في موقف صعب، حيث يتعين عليه الحفاظ على مستوى عالٍ من التأهب لفترة طويلة، دون يقين حول التوقيت الفعلي للعملية العسكرية.

في المحصلة، يمكن القول إن إلغاء الرحلات الجوية هو إجراء احترازي متوقع يعكس حالة من القلق لدى الإيرانيين إزاء ما قد تحمله الأيام المقبلة، في ظل التوترات المتصاعدة بين الجانبين والتهديدات المتبادلة.