بيان الحزب المدني الديمقراطي الأردني في الذكرى السنوية الأولى للسابع من اكتوبر

 

في الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر والعدوان الوحشي على قطاع غزة، يؤكد الحزب المدني الديمقراطي الأردني موقفه الثابت في إدانة جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، هذا العدوان الذي يمثل فصلا جديدا من عدوان مستمر منذ أن بدأت الأطماع الصهيونية في احتلال فلسطين وتشريد شعبها، فما يحدث اليوم هو امتداد لسنوات وعقود من الظلم والقهر الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، في محاولة لطمس هويته الوطنية ومحو وجوده التاريخي على أرضه.

عدوان لا يمكن وصفه إلا بجريمة إبادة جماعية أودت على مدار عام بحياة أكثر من 41 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء و97 ألف جريح ونحو 10 آلاف مفقود، ودمر البنية التحتية للقطاع، يستمر فيها الكيان المحتل بتجاهل المجتمع الدولي وقراراته، ضاربا بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية الرامية إلى وقف العدوان وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

يؤكد الحزب المدني الديمقراطي الأردني على تمسكه بثوابت القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس، كما يؤكد على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا، وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة، وهو الحق الذي كفله القانون الدولي لكل الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال.

بهذه المناسبة نوجه تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، التي صمدت في وجه العدوان والإبادة الجماعية، فصمود الشعب الفلسطيني البطولي هو أعظم رد على محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية، وتأكيد على أن هذا الشعب لن يقبل بالتنازل عن حقوقه التاريخية.

إن ما تمارسه حكومة الإحتلال المتطرفة من سياسات توسعية وعدوانية لا يهدد فقط الشعب الفلسطيني، بل يشكل خطرا مباشرا على الأردن والمنطقة بأسرها، ولا أدل على ذلك من توسع العدوان ليشمل لبنان الشقيق وعدة دول أخرى في المنطقة، أطماع تتجلى في استمرار الاحتلال وتوسيع الاستيطان ومحاولات تهويد القدس، وتمثل تهديدا لأمن الأردن واستقراره، خاصة في ظل مساعي هذه الحكومة المتطرفة لإعادة رسم حدود المنطقة بما يخدم مشروعها الاستعماري، ما يتطلب منا كأردنيين تعزيز وحدتنا الداخلية وتماسكنا الوطني في مواجهة هذه المخاطر.