ما هو مصير إسماعيل قآاني قائد الحرس الثوري الإيراني؟

 

"أين إسماعيل قآاني؟" سؤال تردد بشكل متزايد في وسائل الإعلام الإيرانية مؤخرًا، وسط محاولة لفهم غياب الجنرال الأعلى في البلاد وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي تولى هذا المنصب خلفًا للجنرال الراحل قاسم سليماني.

وقد أشار تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن المسؤولين في إيران لم يقدموا حتى الآن تفسيرًا واضحًا لغياب قآاني.

توقعات الرأي العام الإيراني

في هذا السياق، نشر موقع "تابناك" الإيراني المحلي تعليقًا يقول: "ينتظر الرأي العام الإيراني أخبارًا تؤكد أن جنرالنا ما زال على قيد الحياة وبصحة جيدة". في المقابل، قام موقع إخباري آخر وهو "شهر خبر" بنشر سيرة ذاتية لإسماعيل قآاني، مشيرًا إلى العقود التي أمضاها في الخدمة داخل صفوف الحرس الثوري.

وأضاف موقع "إيران إنترناشيونال" أن موقع "تابناك" أشار إلى الأخبار التي تفيد بإصابة أو مقتل قائد فيلق القدس خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف جنوب لبنان فجر الجمعة، منتقدًا غياب أي تعليق رسمي من قبل السلطات الإيرانية. وتابع الموقع بالقول: "إذا كان الجنرال بخير، فإن أفضل طريقة لتأكيد ذلك هي نشر فيديو يظهر فيه عبر وسائل الإعلام".

الدور الإقليمي لفيلق القدس

يُذكر أن فيلق القدس يشرف على تنسيق عمل الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والجماعات في العراق وسوريا، إضافة إلى حركة حماس في غزة، والتي تُعرف مجتمعة باسم "محور المقاومة".

كما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن القناة الإسرائيلية "12" أن هناك تحقيقات تجري حاليًا حول احتمال إصابة قآاني خلال الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل في بيروت.

ووفقًا لتقرير القناة، فإن قاآني "قد يكون قد تعرض للإصابة" في الضربة التي استهدفت الزعيم المحتمل الجديد لحزب الله، هاشم صفي الدين.

مشاهدات علنية وغياب ملحوظ

وكانت آخر مرة شوهد فيها إسماعيل قآاني علنًا في مكاتب حزب الله بطهران، وذلك بعد يومين من قيام إسرائيل باغتيال زعيم الجماعة، حسن نصر الله، في لبنان، وفقًا للصور التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية.

ومن اللافت أن قاآني لم يكن حاضرًا عندما قاد المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة الأخيرة، مما أثار المزيد من الشكوك حول حالته.

تحركات قآاني ومخاوف التصعيد

ونقلت "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن قاآني "سافر إلى بيروت الأسبوع الماضي للاجتماع مع كبار قادة حزب الله والمساعدة في دعم المجموعة بعد سلسلة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت لبنان". وقد طلب المسؤولون عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المعلومات.

تصعيد التوترات بين إيران وإسرائيل

وتزامن غياب قاآني مع تصعيد التوترات بين إيران وإسرائيل بعد أن أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي، ردًا على اغتيال حسن نصر الله وقائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وفي هذا السياق، أكد المسؤولون العسكريون الإيرانيون يوم السبت أن جميع القوات المسلحة في البلاد قد وُضعت في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي ضربات إسرائيلية جديدة.

وفي المقابل، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أثناء زيارته لدمشق من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيقابل برد "أقوى".

ردود فعل الجيش الإسرائيلي

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، يوم السبت، إن إسرائيل سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني عندما "يحين الوقت المناسب"، بينما أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الرد سيكون "قويًا".

قآني في تاريخ الحرس الثوري

ومن المعروف أن إسماعيل قاآني تولى قيادة فيلق القدس في يناير 2020 بعد اغتيال القائد السابق للفيلق، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية على بغداد.

وتأتي التكهنات بشأن مصيره في وقت حساس، حيث أعلن مصدر رفيع في حزب الله، وفقًا لوكالة فرانس برس، أن الاتصال مع رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، قد انقطع منذ سلسلة الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "الاتصال بصفي الدين مقطوع منذ الغارات، ولا نعلم ما إذا كان موجودًا في المكان المستهدف أو من كان برفقته".

الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان

وفي إطار التصعيد الإسرائيلي، بدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة ضد لبنان، تضمنت توغلًا بريًا لقواتها عبر الحدود بعد نحو عام من اندلاع الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل. وقد اقتصرت المواجهات في معظمها على المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، بينما كانت إسرائيل تخوض حربًا أخرى في غزة ضد حركة حماس.

وأسفرت هذه العمليات عن مقتل عدد من القياديين البارزين في حزب الله، وعلى رأسهم حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في غارة جوية يوم 27 سبتمبر، قُتل فيها أيضًا قائد فيلق القدس في لبنان، عباس نيلفورشان.

الغموض حول مستقبل قآاني

مع هذا التصعيد، يظل الغموض يحيط بمصير إسماعيل قاآني، وسط مخاوف من أن يؤدي غيابه إلى تغيير في موازين القوة داخل محور المقاومة. ومع عدم وجود تصريحات رسمية توضح حالته، تتواصل التكهنات حول دوره المستقبلي في قيادة فيلق القدس والرد الإيراني المحتمل على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.