الماضي: تغير جوهري في العقيدة الصهيونية لثلاثة أسباب

 

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور بدر الماضي، إنه عند النظر في السياق التاريخي للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، نجد أنه لم يكن من المتوقع أن تطول هذه الحرب إلى هذا الحد؛ حيث نقترب الآن من مرور عام كامل عليها.

وأوضح لدى حديثه لقناة المملكة، رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنه كان من المعتقد في البداية أن تكون هذه الحرب قصيرة كما اعتدنا من العقيدة الصهيونية، والتي كانت دائمًا ما تسعى لتحقيق أهدافها بسرعة ودون إطالة زمن الصراع أو تحمل خسائر كبيرة، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تغير جوهري في العقيدة الصهيونية فيما يتعلق بالحروب والعمليات العسكرية التي تشنها.

وبيّن الماضي أن إسرائيل لم تعد تتبنى استراتيجيات الحروب القصيرة فقط؛ بل أظهرت استعدادًا لتحمل الخسائر، سواء كانت مادية أو اقتصادية أو حتى في أرواح الجنود والأسرى، مضيفًا أنه من اللافت للغاية عدم إبداء نتنياهو وحكومته اهتمامًا كبيرًا بالمفاوضات، بل قاموا بتدميرها في الأشهر الأخيرة بهدف تحقيق مكاسب أكبر من المتوقع.

ومن هنا، يطرح التساؤل: كيف أصبحت إسرائيل، التي كان يُعتقد سابقًا أنها غير قادرة على خوض حروب طويلة أو تحمل خسائر بشرية واقتصادية، قادرة الآن على القيام بذلك؟... هل كانت الضربة التي تلقتها في السابع من أكتوبر بحجمها وعمقها هي ما جعل إسرائيل تدرك أنها في حرب وجودية؟، يتساءل الماضي.

وأشار إلى أن هناك 3 عوامل أساسية أسهمت في هذا التغير، أولًا، ما قامت به المقاومة الفلسطينية من ضربات قوية واختراقات كبيرة يوم السابع من أكتوبر، مما زعزع الصورة التي رسمتها إسرائيل لنفسها، ثانيًا، وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل لم تعد ملتزمة بعقيدة الحروب القصيرة التي كانت تهدف لتحقيق الحد الأدنى من الأهداف، وثالثًا، وجود شخصية مثل نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية، وهو الذي كان مهددًا بالسجن والتحقيقات الجنائية، ما دفعه إلى اتخاذ مواقف متشددة.

وذكر الماضي أن كل هذه العوامل اجتمعت لتشكيل هذا النهج الجديد في العقلية الصهيونية المتطرفة، التي لم تعد تكترث بالتداعيات أو تراعي الاعتبارات الإنسانية والسياسية.